هي وهما
الثلاثاء 8 يوليو 2025 01:19 مـ 12 محرّم 1447 هـ
هي وهما رئيس مجلس الإدارةأميرة عبيد

آراء هي وهما

إبراهيم نصر يكتب: مواقع ”الدمار الاجتماعي” .. إثمها أكبر من نفعها

لا يمكن لأحد أن ينكر الثورة التكنولوجية الهائلة التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا. لقد قربت المسافات، وسهلت التواصل، وفتحت آفاقا جديدة للمعرفة وتبادل الأفكار. في لحظات، يمكننا الاطمئنان على أحبائنا في أقصى بقاع الأرض، أو متابعة الأخبار لحظة بلحظة، أو حتى تعلم مهارة جديدة.

لكن للأسف الشديد، هذه المواقع تحمل في طياتها وجها آخر، وجها مظلما حالك السواد، يهدد بنسف الروابط الاجتماعية، وغرس بذور الشقاق، وتحويل حياتنا إلى ساحة للتوتر والقلق، وصارت كالخمر والميسر من حيث فيهما صفة الإدمان وفى الوقت نفسه فيهما منافع إلا أن إثمهما أكبر من نفعهما: " ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما". فكثيرا ما يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط إلى الإدمان عليها، مما يؤثر على الوقت والانتاجية والصحة النفسية.

قد يرى البعض أننى بالغت في الوصف، ولكن نظرة فاحصة على تأثيرات هذه المنصات على حياتنا اليومية قد تدفعنا لإعادة التفكير. إننا بصدد الحديث عن "مواقع الدمار الاجتماعي"، على الرغم من أنها صممت لربط الناس والتواصل بينهم، إلا أن هذه المواقع غالبا ما تدفعنا نحو العزلة الحقيقية. وأصبحت الهواتف الذكية هي رفيق السفر الدائم، حتى داخل المنزل. أصبحت الجلسات العائلية صامتة، يحدق فيها كل فرد في شاشته الخاصة. الحديث المباشر والنقاشات العميقة التي تبني الروابط الأسرية والعلاقات الحقيقية تراجعت أمام التفاعل الافتراضي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. يفقد الأطفال جزءا كبيرا من مهارات التواصل الاجتماعي المباشر، وتتعمق الفجوة بين الأجيال، ليصبح البيت الواحد عبارة عن جزر منعزلة متصلة فقط عبر شبكة "اللا تواصل".

لقد أصبحت مواقع التواصل أرضا خصبة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة بسرعة البرق. يكفي لشخص مجهول أن ينشر خبرا كاذبا حتى يصبح حديث الساعة، ويتسبب في بلبلة، وربما فتنة قد تهدد السلم المجتمعي، ويتلاشى دور المصدر الموثوق، ويصبح كل مستخدم ناشرا ومحللا، دون تدقيق أو تحقق. هذا الفضاء المفتوح على مصراعيه أضحى بيئة خصبة للاصطياد في الماء العكر، وبث السموم في عقول الناس، وتشويه الحقائق، وهو ما يؤدي حتما إلى تآكل الثقة بين الأفراد والمؤسسات.

ولا يمكن إغفال الكم الهائل من الوقت والطاقة التي تهدر على هذه المنصات. ساعات طويلة نقضيها في التمرير اللانهائي، ومشاهدة محتوى لا يضيف قيمة حقيقية، أو الانخراط في نقاشات عقيمة لا طائل منها. هذا الهدر يسرق منا الوقت الذي يمكن استغلاله في تطوير الذات، أو قضاء وقت أفضل مع العائلة، أو ممارسة الأنشطة الهادفة، أو حتى مجرد الاسترخاء والتأمل، فتتحول أهدافنا وطموحاتنا إلى مجرد منشورات نعجب بها، دون أن نخطو خطوة حقيقية نحو تحقيقها.

القول بأن هذه مواقع دمار اجتماعي ليس مبالغا فيه، ولكنها تظل أداة يمكن توظيفها للخير أو للشر، والإفراط في استخدامها والانسياق الأعمى وراء تياراتها هو ما يجعلها تتحول إلى معول هدم لا بناء.

وللحفاظ على أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا الدمار، يجب أن نتحلى بالوعي والنقد. يجب أن نتعلم الاستخدام الرشيد، وأن نفرض رقابة ذاتية على أوقاتنا ومحتوانا الذي نستهلكه أو ننشره. يجب أن نعود إلى جوهر التواصل الإنساني الحقيقي، وأن نعيد للعلاقات الأسرية والاجتماعية دفئها وبريقها.

أرجو أن يكون قد حان الوقت لنوازن كفتي الميزان: أن نأخذ من هذه المواقع ما ينفعنا، وأن نترك ما يضرنا، وإلا تحولت أدوات الاتصال إلى أدوات انفصال، ومصادر المعرفة إلى منابع تضليل، ولأصبحنا نشترى "إثمها" العظيم، بـ "نفعها" البسيط.
[email protected]

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى07 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6209 49.7209
يورو 58.1854 58.3076
جنيه إسترلينى 67.4744 67.6502
فرنك سويسرى 62.2361 62.3694
100 ين يابانى 34.1201 34.1912
ريال سعودى 13.2305 13.2578
دينار كويتى 162.4357 163.0299
درهم اماراتى 13.5082 13.5383
اليوان الصينى 6.9172 6.9316

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5309 جنيه 5286 جنيه $106.99
سعر ذهب 22 4866 جنيه 4845 جنيه $98.08
سعر ذهب 21 4645 جنيه 4625 جنيه $93.62
سعر ذهب 18 3981 جنيه 3964 جنيه $80.25
سعر ذهب 14 3097 جنيه 3083 جنيه $62.41
سعر ذهب 12 2654 جنيه 2643 جنيه $53.50
سعر الأونصة 165115 جنيه 164404 جنيه $3327.90
الجنيه الذهب 37160 جنيه 37000 جنيه $748.96
الأونصة بالدولار 3327.90 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى