الدكتور جمال فرويز يكتب: حلم تل أبيب سقط في 30 يونيو
اعتدنا أن ننظر إلى الأمور من زاوية واحدة فقط: الدولار وغلاء الأسعار، متجاهلين الكارثة الكبرى التي كنا على أعتابها.
تخيّلوا لو أن ثورة 30 يونيو لم تنجح... كيف كان المشهد سيبدو؟
كنا سنواجه حربًا أهلية لا مفر منها، وتشريدًا جماعيًا للمواطنين، ومجاعة تهدد بقاء الأمة، وانهيارًا شاملًا للبنية التحتية.
كان من الممكن أن تفرض قوات أمريكية سيطرتها على صعيد مصر تحت ذريعة "حماية الأقباط"، بينما تتوغل إسرائيل في سيناء وصولًا إلى قناة السويس، وتغلق المعبر المائي الاستراتيجي.
في الوقت ذاته، تسقط مناطق مثل مرسى مطروح والبحيرة والمنيا والفيوم وبني سويف في قبضة تنظيم داعش، فيما تنحصر الحكومة في القاهرة والإسكندرية وعدد محدود من محافظات الوجه البحري، تتفاوض يائسة مع تركيا لتوفير الغذاء، ومع قطر لضمان إمدادات الغاز.
أما الشعب، فكان سيُفرض عليه واقع قاسٍ بشروط مذلة، تصل عقوباتها إلى الإعدام كأبسط وسيلة قمع.
ثورة 30 يونيو أنقذت المصريين من هذا المصير الأسود، الذي تم التخطيط له بعناية في تل أبيب، وبتنسيق وتمويل عربي، وتحت مظلة الهيمنة الأمريكية ورضاها الكامل.
لقد كان سقوط مصر حلمًا عند البعض، وأملًا لدى آخرين، وطموحًا خبيثًا لجهات لا تريد لهذه الأمة أن تنهض.
لكن الشعب والجيش والشرطة كانوا على قدر المسؤولية، ونجحوا في حماية الدولة وإنقاذها.
نادي القضاة كان أول من أشعل شرارة الثورة، والرئيس عبد الفتاح السيسي جسّد رغبة ملايين المصريين، وتحرك استجابة لندائهم.
راجِعوا تاريخنا القريب، تأمّلوا كيف كانت مصر قبل 30 يونيو، وكيف أصبحت اليوم، وقارنوا ما جرى في ليبيا وسوريا واليمن والسودان، كيف تحوّلت هذه الدول، وكيف صمدت مصر.
الشكر لكل من أنقذ مصر.
الشكر لكل من وقف إلى جانبها.
الشكر كل الشكر للشعب المصري العظيم.