مديرة ”القومي للترجمة”: لا نستهدف الربح المالي.. ونسعى لتحقيق أثر ثقافي حقيقي

أكدت الدكتورة كرمة سامي، مديرة المركز القومي للترجمة، أن الهدف الأساسي من عمل المركز ليس تحقيق الربح المالي، بل تحقيق "الربح الثقافي"، من خلال إحداث تأثير حقيقي وملموس في الوعي والثقافة على مستوى مصر والوطن العربي.
وقالت “سامي”، في لقاء خاص مع الإعلامية رشا عماد، ببرنامج "صباح جديد"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية" إن المركز يعد دار نشر قومية لا تستهدف الربح، مشيرة إلى أن العائد الحقيقي يتمثل في الشعور بوجود فرق يحدث في حياة القارئ العربي، مضيفة: "نقطة الانطلاق بالنسبة لنا أننا نعمل من أجل الثقافة، ونقيس النجاح من خلال مدى وصول الدعم الثقافي إلى مستحقيه".
وأوضحت أنها تحرص خلال مشاركات المركز في معارض الكتب، وعلى رأسها معرض القاهرة الدولي للكتاب، على التواجد الدائم في جناح المركز، والتفاعل المباشر مع القراء والناشرين من مختلف الدول العربية، إلى جانب التواصل مع القراء المصريين من مختلف الأعمار والثقافات.
وروت موقفًا من المعرض الأخير، حين شاهدت شابًا مصريًا بسيط المظهر يحمل أكياسًا مليئة بإصدارات المركز، فقالت: “ناديت عليه دون أن يعرف من أكون، وسألته عن الكتب التي اشتراها، ولماذا اختارها، وماذا ينوي أن يفعل بها”، مضيفة: "من المهم أن نفهم كيف يتفاعل القارئ مع ما نقدمه، وأن نضمن أن الدعم الثقافي يصل بالفعل لمن يستحقه".
وشددت على أن هذا التوجه يأتي في إطار رؤية الدولة، التي أسست المركز القومي للترجمة من أجل نشر الثقافة والمعرفة، وتحقيق ما يُعرف بـ"الربح الثقافي"، وهو ما وصفته بأنه المكسب الأهم والأبقى، لأنه يُثمر عن بشر متنورين ومطّلعين، يمثلون الثروة الحقيقية لأي مجتمع.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن الثقافة المستدامة هي الركيزة الأساسية لبناء الوعي القومي والارتقاء بالمجتمع، قائلة: "الثروة البشرية المتنورة لا تُقدّر بثمن، وهي الرأسمال الحقيقي لأي دولة تسعى للنهوض والتقدم".
ونوهت بأن المركز القومي للترجمة يتجه للثقافات كالأدب البولندي، والأردي، والنرويجي، والسواحلي، وغيرها من الثقافات الثرية، منتقدة بعض دور النشر التي تركز على المكاسب السريعة، مشيرة إلى أن المركز القومي للترجمة، بصفته دار نشر قومية ممولة من الدولة، لا يسعى إلى الربح، بل إلى خدمة القارئ المصري والعربي، وتعزيز الثقافة العربية.