بعد تريند الكركم.. طبيب عالمي يحذر من تأثيراته الخطيرة

أطلق طبيب عالمي بارز تحذيرًا حاسمًا من التناول العشوائي لمكملات الكركم، مؤكدًا أن الكثيرين يسيئون استخدام هذا المكمل الشائع، ما قد يعرضهم لخطر تلف الكبد ومضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
ورغم السمعة الطيبة التي يحظى بها الكركم كمضاد للالتهابات، فإن الأدلة العلمية التي تدعمه كمكمل لا تزال محدودة، بحسب ما أكدت الطبيبة الأمريكية المتخصصة في أمراض النساء، الدكتورة جين جونتر.
بين المطبخ والصيدلية: فرق جوهري
ويعتبر الكركم، المعروف بلونه الأصفر القوي، عنصرًا تقليديًا في العديد من المطابخ حول العالم، إلا أن الفرق شاسع بين استخدامه كتوابل طبيعية في الطعام وبين تناوله على شكل مكملات مركّزة.
ووفقًا للدكتورة جونتر، لا يستطيع الجسم امتصاص الكركمين، المادة الفعالة في الكركم، بكفاءة عند استهلاكه غذائيًا، وهذا ما دفع شركات تصنيع المكملات إلى مزج الكركمين مع البيبيرين، وهو مركب موجود في الفلفل الأسود، بهدف زيادة الامتصاص بنسبة تصل إلى 2000%. غير أن هذا التحسين المصطنع في الامتصاص يرفع من احتمال التسمم الكبدي بشكل كبير.
حالات موثقة وتحذيرات متزايدة
بيّنت دراسة أمريكية حديثة أن عشر حالات تلف كبدي مرتبطة بمكملات الكركم تم توثيقها بين عامي 2004 و2022، منها خمس حالات استدعت دخول المستشفى، وحالة وفاة واحدة.
وتبين أن المرأة المتوفاة، البالغة من العمر 62 عامًا، لم يكن لديها تاريخ طبي مع أمراض الكبد، وكانت تستخدم مستخلص الكركم لعلاج التهاب المفاصل بالتزامن مع أدوية أخرى مثل الترامادول.
وبعد ظهور أعراض مثل التعب واليرقان، تدهورت حالتها الصحية سريعًا، إلى أن توفيت بعد أسابيع رغم توقفها عن تناول المكمل.
لا تقتصر مخاطر مكملات الكركم على الكبد فحسب، بل تمتد إلى التفاعل مع أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية وأدوية ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى تقليل فعاليتها أو تعزيز آثارها بشكل مضر.
كما يمكن أن يؤثر الكركمين بجرعات عالية على تجلط الدم ويزيد من خطر النزيف، خاصة لدى من يتناولون أدوية مميعة للدم.
وحذرت جونتر من تأثير الكركم على امتصاص الحديد، ما قد يسهم في ظهور حالات فقر الدم، وهو ما يمثل خطرًا خاصًا على النساء في سن الإنجاب.
نقص تغذية في زمن الوفرة
في خلفية هذا التحذير، تتزايد معدلات الإصابة بسوء التغذية في بريطانيا، حيث تجاوز عدد حالات دخول المستشفيات المرتبطة بنقص التغذية 800 ألف في عام 2022 فقط، مع ارتفاع بنسبة 149% في حالات نقص الحديد منذ عام 2013.
وتسلط هذه الأرقام الضوء على المفارقة بين إقبال الناس على المكملات دون حاجة طبية واضحة، مقابل تزايد حالات نقص العناصر الأساسية في الجسم.
في ظل هذه التحذيرات، يشدد الأطباء على ضرورة عدم اللجوء إلى المكملات الغذائية، وخاصة مكملات الكركم، إلا بعد استشارة طبية موثوقة، مؤكدين أن الغذاء المتوازن، وليس الحبوب المركّزة، هو السبيل الأمثل للحفاظ على الصحة دون المخاطرة.