دراسة تكشف دور الألياف في تنقية الجسم من هذه السموم

في خطوة بحثية واعدة، كشفت دراسة نُشرت في مايو 2025 أن تناول مكملات الألياف قبل الوجبات قد يسهم في خفض مستويات "المواد الكيميائية الدائمة" في الجسم، والتي تُعرف علميًا بمركبات PFAS.
وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، تستخدم هذه المواد على نطاق واسع منذ عقود في الصناعات المختلفة، وتثير قلقًا صحيًا متزايدًا نظرًا لصعوبة التخلص منها بعد دخولها الجسم.
ما هي مركبات PFAS ولماذا تُثير القلق؟
تعرف مركبات PFAS، أو مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل، بأنها مجموعة من المركبات الاصطناعية المقاومة للتحلل، والتي تدخل في تصنيع منتجات مثل أدوات الطهي غير اللاصقة، والملابس المقاومة للماء، ورغاوي إطفاء الحرائق.
وتشير البيانات إلى أن هذه المواد تسربت إلى مصادر المياه والطعام، مما أدى إلى رصدها في دماء الغالبية الساحقة من سكان الولايات المتحدة.
تشمل المخاطر الصحية المحتملة للتعرض المزمن لهذه المواد ارتفاع الكوليسترول، اختلال وظائف الكبد، ضعف المناعة، وبعض أنواع السرطان.
وبحسب الباحثين، لا توجد حتى الآن طرق علاجية مؤكدة للتخلص من هذه المركبات بعد دخولها الجسم، ما يزيد من أهمية أي وسائل وقائية أو علاجية محتملة.
أجريت الدراسة على 72 رجلاً بالغًا، تم إعطاء 42 منهم مكملًا غذائيًا يحتوي على غرام واحد من "بيتا جلوكان الشوفان" 3 مرات يوميًا قبل الوجبات، بينما تناول الآخرون مكملًا بديلًا من الأرز.
وبعد 4 أسابيع، أظهرت نتائج التحاليل انخفاضًا بنسبة 8% في مستويات اثنين من أخطر مركبات PFAS في الدم.
ويعتقد الباحثون أن تأثير هذه الألياف يعود إلى قدرتها على تكوين مادة هلامية في الأمعاء، ترتبط بمركبات PFAS وتمنع إعادة امتصاصها، مما يساعد على التخلص منها مع الفضلات.
رغم أن النتائج مشجعة، يؤكد الباحثون أن الدراسة أولية ومحدودة النطاق. الدكتور دون غالباداج، أستاذ الصحة العامة، أشار إلى أن صغر حجم العينة وقصر مدة الدراسة يمنعان استخلاص استنتاجات قاطعة، مؤكدًا ضرورة إجراء تجارب أوسع وأكثر شمولًا.
ومع ذلك، ترى الدكتورة جينيفر شليزنجر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن مكملات بيتا جلوكان قد تمثل خيارًا صحيًا بسيطًا وآمنًا نسبيًا لدعم الصحة العامة، بما في ذلك خفض الكوليسترول وتعزيز التخلص من PFAS.
هل ينبغي تناول مكملات الألياف؟
يرى العديد من الخبراء أن زيادة استهلاك الألياف، سواء عبر الغذاء أو المكملات، خطوة إيجابية للصحة العامة. لكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل البدء بأي مكمل غذائي، لا سيما لمن يعانون من مشاكل هضمية.
في الوقت الحالي، يستعد فريق شليزنجر لإجراء دراسة موسعة تشمل تجارب على الحيوانات، من أجل تحديد العلاقة السببية بشكل أدق.
وفي ظل النتائج الأولية الواعدة، قد تمثل الألياف أحد المفاتيح الطبيعية لمواجهة أحد أخطر التهديدات البيئية التي يتعرض لها جسم الإنسان اليوم.