دراسة صادمة: فيروس الهربس يزيد خطر الإصابة بالزهايمر

تشير دراسة حديثة إلى وجود صلة مثيرة للقلق بين فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، المسبب لقرح البرد، وزيادة احتمال الإصابة بمرض الزهايمر لاحقًا في الحياة.
وأشارت النتائج، التي نشرت في مجلة BMJ Open في مايو 2025، إلى أن تناول الأدوية المضادة للفيروسات قد يقلل من هذا الخطر.
فيروس الهربس ومرض الزهايمر:
اعتمد الباحثون على بيانات طبية أمريكية جمعت بين عامي 2006 و2021، ودرسوا أكثر من 344 ألف حالة، مقارنين بين أشخاص مصابين بمرض الزهايمر وآخرين لا يعانون من أمراض عصبية.
وكشفت النتائج أن الأشخاص المصابين سابقًا بفيروس HSV-1 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر بنسبة 80%، وبرز هذا الخطر بشكل خاص بين من تجاوزوا سن الخامسة والسبعين.
هل تقلل الأدوية المضادة للفيروسات من احتمال الخرف؟
من بين المصابين بفيروس الهربس البسيط، أظهر أولئك الذين تناولوا أدوية مضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير انخفاضًا بنسبة 17% في خطر الإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بمن لم يتناولوا هذه الأدوية.
ويعتبر هذا مؤشرًا على إمكان أن يكون للعلاج تأثير وقائي ضد التدهور العصبي المرتبط بالفيروس.
على الرغم من أن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، يعتقد العلماء أن الفيروس قد يؤدي إلى التهاب مزمن في الدماغ، وهو عامل مرتبط بزيادة خطر الخرف.
كما يُحتمل أن الفيروس يحفز تراكم بروتينات سامة مثل أميلويد بيتا، التي تضر بالخلايا العصبية، وتُحدث خللًا في التواصل بين الخلايا داخل الدماغ.
ويعتبر فيروس HSV-1 واسع الانتشار، ويُعتقد أن ثلثي سكان العالم يحملونه. لكن ليس كل من يصاب به معرض بالضرورة للإصابة بمرض الزهايمر.
وتشير الأدلة إلى أن عوامل مثل الوراثة (خصوصًا وجود الجين ApoE ε4)، تكرار نوبات الفيروس، وجود التهابات أخرى، أو نمط حياة غير صحي قد تؤثر على تطور المرض.
طرق الوقاية من الفيروس:
رغم أن الخطر لا يُعد حتميًا، يرى الخبراء أن من المفيد التحكم في العدوى الفيروسية بشكل استباقي.
وينصح الأطباء بالحصول على لقاح القوباء المنطقية، واتباع نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة، ونشاط بدني منتظم، ونوم كافٍ. كما أن التعامل مع نوبات قرح البرد بالأدوية في مراحلها الأولى قد يكون له دور في حماية صحة الدماغ على المدى الطويل.
وتفتح الدراسة نافذة جديدة لفهم عوامل الخطر المرتبطة بمرض الزهايمر، وتشير إلى أن فيروسات تبدو بسيطة وشائعة قد تكون أكثر تأثيرًا مما كنا نعتقد.