دراسة : هذا المزيج من المكملات الغذائية يخفف أعراض القولون العصبي

تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrients إلى أن مزيجًا من مكملات البربرين والكركمين يمكن أن يُساعد في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS)، وهي حالة مزمنة شائعة تؤثر على الجهاز الهضمي وتُسبب آلامًا في البطن، انتفاخًا، إسهالًا أو إمساكًا.
نتائج واعدة من تجربة سريرية
شارك في الدراسة 146 مريضًا بمتلازمة القولون العصبي من بلجيكا، جرى تجنيدهم عبر 38 طبيبًا عامًا وثلاث صيدليات.
وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تلقت العلاج التقليدي، وأخرى تناولت مكملًا غذائيًا يُدعى "إنتروفيتول بلس" يحتوي على 200 ملغ من البربرين و49 ملغ من الكركمين مرتين يوميًا لمدة شهرين.
أفاد المرضى الذين تناولوا المكمل بتحسن ملحوظ في أعراض القولون العصبي، حيث سجلوا انخفاضًا بنسبة 50٪ في آلام البطن والانتفاخ، إلى جانب تحسن جودة الحياة وتنظيم حركة الأمعاء.
وأظهرت النتائج أن نحو ثلثي هؤلاء المرضى لم يعودوا بحاجة إلى الأدوية المعتادة.
ما هو البربرين والكركمين؟
البربرين هو مركب طبيعي يوجد في نباتات مثل البرباريس، ويُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي. أما الكركمين فهو المركب النشط في الكركم، ويُعرف بخصائصه المضادة للالتهاب والأكسدة.
تشير دراسات سابقة إلى أن كلًا من البربرين والكركمين يملكان قدرة على تعديل ميكروبيوم الأمعاء، وتقليل الالتهابات، وتحسين وظيفة الجهاز الهضمي — وهي جميعها عوامل رئيسية في تخفيف أعراض القولون العصبي.
تحفّظ علمي وحاجة إلى المزيد من الأبحاث
ورغم أن النتائج مشجعة، فإن الخبراء يحذرون من التسرّع في اعتماد هذه المكملات كعلاج قياسي. أشارت أخصائية التغذية ليكسي موريارتي إلى أن الدراسة كانت محدودة من حيث عدد المشاركين ومدة المتابعة.
كما دعت إلى تصميم تجارب مستقبلية أكثر صرامة، تشمل مجموعات وهمية (بلاسيبو) للتأكد من فاعلية المكملات وتحييد أثر العوامل النفسية.
هل من الآمن تناول المكملات؟
أكدت موريارتي وخبراء آخرون أهمية استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء باستخدام مكملات البربرين أو الكركمين، خاصة لمن يتناولون أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو المضادات الحيوية، لتجنّب أي تفاعلات دوائية محتملة.
كما شددت على أن المكملات لا تُغني عن العلاجات الأخرى، وأن نمط الحياة الصحي يظل ركيزة أساسية في إدارة أعراض القولون العصبي، من خلال تناول أطعمة غنية بالألياف، تقليل التوتر، والنشاط البدني المنتظم.
تُقدم الدراسة بارقة أمل للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وتُشير إلى إمكانات جديدة للعلاج الطبيعي عبر مركبين معروفين بخصائصهما العلاجية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على هذه النتائج يتطلب المزيد من الأدلة العلمية والتحقق السريري قبل التوصية باستخدامها على نطاق واسع.