الدكتور أحمد عبود- حتى لا يطير الإخوان-خط أحمر

الإخوان ليسوا مجرد جماعة سياسية فاشلة، بل مشروع متكامل للفوضى والتخريب. هم الوجه الحديث لفكرة استغلال الدين كستار لتحقيق مصالح شخصية وتنفيذ مخططات دول تبحث عن نفوذ على حساب استقرار الأوطان. كل أفعالهم داخل مصر كانت مرتبطة بخطوط خارجية واضحة، ووراءهم دول داعمة ضخّت أموالًا، وفتحت منابر إعلامية، وقدمت غطاءً سياسيًا في المحافل الدولية، فقط من أجل إضعاف مصر وكسر إرادة شعبها.
في مصر، رفعوا الشعارات الدينية ليكسبوا العاطفة الشعبية، لكن بمجرد أن وصلوا للحكم ظهر الوجه الحقيقي: استحواذ على مفاصل الدولة، محاولات "أخونة" المؤسسات، تقسيم المجتمع، وإشعال الفتنة الطائفية. لم يقدّموا حلولًا اقتصادية، ولم يبنوا مشروعًا وطنيًا، بل تعاملوا مع مصر وكأنها غنيمة في يد جماعة. والفساد المالي والإداري كان العنوان الأبرز، حيث تدفقت عليهم أموال من الخارج استخدموها في دعم ميليشيات مسلحة، وشراء ولاءات، وتمويل مظاهرات مدفوعة الأجر لإيهام العالم بأن لهم قاعدة شعبية.
أما الدول الداعمة لهم، فهي لم تتحرك حبًا في الإخوان ولا في الإسلام، وإنما لأنها رأت فيهم أداة سهلة لضرب الاستقرار المصري. فتحت لهم القنوات الفضائية التي امتلأت بالتحريض والأكاذيب، واستضافت قياداتهم الهاربة، وساعدتهم في تهريب الأموال والسلاح. هذه الدول راهنت على أن جماعة الإخوان قادرة على تحويل مصر إلى نسخة جديدة من دول غارقة في الحروب الأهلية، حتى يسهل ابتلاعها سياسيًا واقتصاديًا.
الإخوان في الداخل والخارج كرروا نفس الأساليب القذرة: تحريض على القتل، تفجيرات عشوائية، اغتيالات لضباط الجيش والشرطة، حرق الكنائس والمنشآت العامة، وتخريب البنية التحتية. استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للتضليل وبث الكراهية والشائعات، تمامًا كما استخدموا المساجد في الماضي للتحريض. هم لم يعرفوا يومًا معنى الوطن، لأن ولاءهم الأول دائمًا للجماعة وللممول الأجنبي.
اليوم، وبعد أن لفظهم الشعب وأسقط مشروعهم في 30 يونيو، لا يزالون يراهنون على الفوضى. لكن التاريخ أثبت أن مصر قادرة على كسر كل من يتآمر عليها. وفضح حقيقتهم أصبح واجبًا وطنيًا مستمرًا: حتى لا يطير الإخوان مرة أخرى على أجنحة الخيانة والدعم الخارجي، يجب أن نتذكر دائمًا سجلهم الأسود، وألا نسمح لهم بالعودة إلى المشهد تحت أي ستار.