الشيخ خالد الجندي: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن بعض آيات القرآن الكريم قد تكون سببًا في تغيير حياة الإنسان وتوجيهه إلى طريق البذل والعطاء في سبيل الله. وأشار إلى قول أحد الأشخاص الذي تأمل قوله تعالى: "فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا"، حيث توقف عند عبارة "وأوذوا في سبيلي"، فتساءل: هل أوذيت في سبيل الله؟ ليشعر بالحزن والخوف من ألا ينال نصيبًا من هذه الآية، فعزم على البذل لدينه وتحمل التبعات حتى ينال الرضا والجزاء.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن على المسلم أن يسأل نفسه: هل أوذي في سبيل الله؟ مبينًا أن الأذى في سبيل الله يتحقق عندما يرى المؤمن منكرًا فيغيره، فيتعرض للشتائم أو التحرش أو الاعتداء بسبب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، مؤكدا أن كل داعية أو عالم يصدح بكلمة الحق ويؤذى بسببها فليعلم أن الله راض عنه، شريطة أن تكون خالصة لوجه الله.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى نموذج آخر من التأثر بالقرآن، حيث ذكر رجل أن قوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" غيّر حياته، إذ كان يحب النوم فصار يترك جزءًا منه ليقوم الليل ابتغاء مرضاة الله، مستحضرًا أن الإنفاق لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل كل ما يحبه الإنسان من وقت وجهد وراحة.
وأكد الجندي أن كل ألم يصيب الإنسان في سبيل الحق من عطش أو تعب أو مجاعة فهو داخل في قوله تعالى: "ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله"، داعيًا كل إنسان إلى أن يبذل مما يحب، سواء في مساعدة المحتاجين، أو تعليم الأميين، أو قضاء حوائج الناس، أو حتى في كلمة الحق التي قد تجلب له الأذى لكنها ترفع درجته عند الله.
وشدد على أن البر لا يُنال إلا بالبذل والتضحية، وقال: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، فابحث عما تحبه نفسك وقدمه لله، ولو كان كلمة صادقة أول وقتًا تبذله أو جاهًا تشفع به لضعيف عند صاحب قرار، ما دامت نيتك خالصة لوجه الله".