الدكتور أحمد عبود يكتب: نتنياهو وإسرائيل الكبرى.. فيلم الخيال الفاشل

حينما وقف نتنياهو على المسرح، منتفخ الصدر، وقال بكل ثقة "إسرائيل الكبرى"، تخيلت للحظة أنه بيعلن عن افتتاح مول جديد أو مهرجان للخصومات، مش عن حلم سياسي وهمي. الرجل يتعامل مع الجغرافيا وكأنها عجينة بفرده على مزاجه، وينسى أن العجينة في الحقيقة صلبة واسمها الشعوب.
نتنياهو يعيش في عالم موازي، فيه إسرائيل تمتد من الفرات للنيل، والشعوب العربية واقفة على الحدود بتوزع له الشاي بالنعناع. الحقيقة أن ده مش حلم… ده هذيان سياسي، أشبه بمشهد في فيلم قديم بطلُه مش فاهم أن السيناريو اتغير والديكور اتشال من زمان.
المصيبة أن الرجل بيبيع الوهم ده لشعبه كأنه إعلان عن "عالم ديزني"، بينما الواقع أن كل يوم مشروعه بيغرق أكتر، وكل يوم بيكتشف أن اللي حوالين إسرائيل مش أرض فاضية، لكن قلوب غاضبة وأيدٍ قابضة على الحق.
"إسرائيل الكبرى" في عقل نتنياهو هي زي وعد الأطفال بأنهم هيلاقوا كنز تحت السرير… حكاية حلوة قبل النوم، لكن أول ما تصحى الصبح تكتشف أن اللي تحت السرير مجرد غبار وتاريخ طويل من الفشل.
وفي النهاية، لما تسمع نتنياهو بيقول "إسرائيل الكبرى"، ما تفتكرش أنه بيخطط لدولة… افتكر أنه بيحاول يهرب من حقيقة "إسرائيل الصغيرة" اللي بتتآكل من جوه قبل بره