الدكتور أحمد عبود: الرئيس السيسي.. درع مصر الواقي وسند فلسطين

منذ أكثر من سبعة عقود، ومصر تحمل على عاتقها أمانة الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليس من باب الشعارات الفارغة، بل من باب العقيدة والواجب القومي. فالقضية لم تكن يومًا بعيدة عن وجدان المصريين، ولم تُعتبر ملفًا خارجيًا، بل كانت جزءًا من أمن مصر القومي ومن ضميرها الحي.
من حرب 1948 التي خرج فيها الجيش المصري ليقف بجوار الفلسطينيين، مرورًا بنكسة 1967 التي تحملت مصر فيها الجرح الأكبر، وصولًا إلى نصر أكتوبر 1973 الذي فتح باب الأمل أمام الأمة كلها… كانت مصر دائمًا في الصفوف الأولى. دفعت الثمن غاليًا، دماءً من خيرة أبنائها، واقتصادًا استنزفته الحروب والمعارك، لكنها لم تتراجع ولم تتاجر بالقضية.
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، عاد الدور المصري ليتحرك بثقل أكبر على الساحة. فالسيسي أدرك منذ اليوم الأول أن أمن مصر لا ينفصل عن أمن فلسطين، وأن أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية هي في حقيقتها تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
تحت قيادته، تبنت مصر استراتيجية واضحة تقوم على أن تكون القوة العاقلة وصمام الأمان في هذا الصراع. لعب السيسي دور الوسيط النزيه الذي يحترمه الجميع، وكانت القاهرة تحت قيادته المحطة التي تتوجه إليها كل الأطراف حين تحتدم المواجهة، بحثًا عن حل أو تهدئة. وفي أكثر من مرة، نجحت جهوده في وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، مانعًا سقوط المنطقة في دوامة دم جديدة.
لكن الدور لم يقتصر على السياسة، فالسيسي وجّه بفتح معبر رفح للإغاثة في أصعب الأوقات، وأمر بإرسال قوافل المساعدات الطبية والغذائية، وأشرف على إقامة مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى الفلسطينيين. كما كانت كلماته في المحافل الدولية صريحة وواضحة: لا سلام حقيقي في الشرق الأوسط إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اليوم، ورغم التحديات الاقتصادية والضغوط الإقليمية، لا تزال مصر في عهد الرئيس السيسي حائط الصد الأول أمام محاولات طمس القضية أو تفتيت الصف العربي. ربما تعب البعض من دفع الفاتورة، لكن مصر تعرف أن الفاتورة الحقيقية هي فاتورة التخلي، وأن التخلي يعني سقوط البوابة الشرقية للأمن القومي المصري، وسقوط معنى العروبة ذاته.
هكذا كانت مصر… وهكذا ستبقى، وفي القلب من كل ذلك يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثابت المبدأ، حامي البوابة، ودرع الوطن الواقي وسند فلسطين.