دراسة صادمة: استخدام الهواتف المحمولة يهدد الخصوبة لدى الذكور

كشفت دراسة بحثية جديدة نُشرت في مجلة "الخصوبة والعقم" عن علاقة مثيرة للقلق بين كثرة استخدام الهواتف المحمولة وتراجع جودة السائل المنوي لدى الرجال.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أظهرت الدراسة، التي استندت إلى بيانات 2886 شابًا سويسريًا تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا، أن الرجال الذين يستخدمون الهواتف أكثر من 20 مرة يوميًا يسجلون انخفاضًا بنسبة 21% في تركيز الحيوانات المنوية مقارنةً بمن يستخدمونها نادرًا.
هل التكنولوجيا اللاسلكية تهدد الخصوبة؟
على الرغم من أن الدراسة لم تحدد طبيعة استخدام الهواتف المحمولة لدى المشاركين، إلا أن الباحثين يرجحون أن تطور الأجيال التكنولوجية من الجيل الثاني حتى الرابع قد أثر على مستوى التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية، ما قد يفسر التراجع في جودة السائل المنوي.
وأوضحت الدكتورة ريتا رحبان، إحدى مؤلفات الدراسة، أن استخدام تقنيات أكثر كفاءة مثل الجيل الرابع يقلل من زمن التعرض للإشعاعات، مما قد يؤدي إلى تقليص الأثر السلبي.
آليات محتملة: حرارة وإشعاع وضغط نفسي
يفسر الخبراء التأثيرات المحتملة للهواتف المحمولة بعدة آليات، أهمها: انبعاث إشعاعات التردد اللاسلكي، وارتفاع الحرارة عند وضع الهاتف بالقرب من الخصيتين، والضغوط النفسية الناتجة عن الاستخدام المفرط، خاصة لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت دراسات سابقة أن الحرارة الزائدة تضر بإنتاج الحيوانات المنوية، كما أن التعرض المطول للإشعاع يرفع من معدلات الإجهاد التأكسدي، الذي يضعف بنية وجودة الحيوانات المنوية.
عوامل نمط الحياة لا تقل خطورة
يشير أخصائيو الصحة الإنجابية إلى أن استخدام الهاتف المحمول ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على الخصوبة.
وتشمل العوامل الأخرى التدخين، والسمنة، وسوء التغذية، التعرض للسموم البيئية، والإجهاد المزمن، كما تلعب بعض الأدوية والأمراض المنقولة جنسياً دوراً مباشراً في تقليل الخصوبة.
توصيات للحد من التأثيرات السلبية
يوصي الخبراء بعدة خطوات لتقليل التأثير المحتمل لاستخدام الهواتف المحمولة على الصحة الإنجابية:
- الاحتفاظ بالهاتف بعيدًا عن الجيب الأمامي
- استخدام سماعات أو أجهزة بدون استخدام اليدين أثناء المكالمات
- تقليل الوقت اليومي لاستخدام الهاتف
- الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، النشاط البدني، وإدارة التوتر
رغم عدم وجود دليل قاطع على أن استخدام الهاتف يسبب عقمًا مباشرًا، إلا أن المؤشرات الحالية تستدعي الحذر.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات أعمق لفهم التأثيرات الدقيقة ونوعية الاستخدام التي قد تكون أكثر خطورة.
في الوقت ذاته، ينصح الخبراء الرجال باتباع نمط حياة متوازن واتخاذ احتياطات بسيطة قد تحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياتهم الإنجابية.