دراسة: أكياس طعام الأطفال خالية من الفوائد الأساسية للرضّع

كشف تحقيق حديث أجرته هيئة الإذاعة البريطانية أن العديد من أكياس أغذية الأطفال التي تنتجها علامات تجارية معروفة تفشل في توفير العناصر الغذائية الحيوية التي يحتاجها الأطفال خلال أشهرهم الأولى.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، خضعت هذه الأكياس، التي تحمل شعارات صحية وتغليفًا جذابًا، لاختبارات غذائية أظهرت افتقارها لعناصر مهمة مثل الحديد، واحتواء بعضها على مستويات عالية من السكر، تفوق الكمية الموصى بها لطفل في عمر عام واحد، رغم وجود ملصقات تشير إلى "عدم إضافة سكر".
فقدان للفيتامينات... وزيادة في السكريات
أحد أبرز النتائج المثيرة للقلق هو أن معظم فيتامين "سي" الموجود في أكياس الفاكهة يُفقد خلال مراحل التصنيع، ما يُفقد هذه الأطعمة كثيرًا من فائدتها المرجوة.
كما أظهرت التحاليل أن بعض هذه الأكياس قد تحتوي على ما يصل إلى أربع ملاعق صغيرة من "السكريات الحرة"، وهي ناتجة عن عملية مزج الفواكه، حتى دون إضافة سكر خارجي.
مخاوف طبية وأسنان مهددة
حذر أطباء الأسنان من أن تغذية الأطفال مباشرة من فوهة الأكياس البلاستيكية قد يؤدي إلى تسوس الأسنان، خاصة مع وجود هذه الكميات الكبيرة من السكريات. وأكد الدكتور إيدي كراوتش من الجمعية البريطانية لطب الأسنان أن بعض الأطفال الذين لا يزالون في بداية مرحلة الفطام ينتهي بهم الأمر في غرف العمليات لخلع عدة أسنان نتيجة هذه الممارسات الغذائية.
تسويق مضلل بلغة صحية
من خلال استخدام مصطلحات مثل "مليئة بالفوائد" أو "متوازنة تمامًا للأطفال الرضع"، تتجه بعض العلامات التجارية إلى تسويق ما يُعرف بـ"هالة صحية" لتضليل المستهلكين. على سبيل المثال، تصف شركة "Ella's Kitchen" منتجاتها بأنها مثالية لتغذية الأطفال، في حين تدّعي "Heinz" أن بعض منتجاتها لا تقل جودة عن الطعام المنزلي.
مطالب بتدخل حكومي وتنظيم صارم
يشدد الخبراء على أن الحل لا يكمن فقط في وعي الأهل، بل في تنظيم حكومي صارم يفرض ضوابط على إنتاج وتغليف وتسويق هذه المنتجات. فبحسب دراسة دولية حديثة، أكثر من 200 منتج غذائي موجّه للأطفال في المملكة المتحدة لا يفي بمعايير منظمة الصحة العالمية، بسبب احتوائه على كميات غير مناسبة من السكر والملح والسعرات الحرارية.
ردود الشركات... ومبادرات محدودة
ورغم أن بعض الشركات، مثل "ليدل" و"ليتل فريدي"، أبدت استعدادها للتعاون مع التوجيهات الحكومية، إلا أن التغيرات ما تزال بطيئة وغير ملزمة.
بينما اعترفت شركة "Ella's Kitchen" بأن هذه الأطعمة لا ينبغي أن تكون بديلًا للوجبات المنزلية، لكنها في الوقت نفسه لم تتراجع عن تسويقها كمنتج "صحي".
دعوة لحماية مستقبل الأطفال
وسط هذا الجدل، تتزايد الدعوات لتوفير بيئة غذائية أكثر أمانًا وشفافية للرضع، تضع صحة الطفل فوق الاعتبارات الربحية. فالمعركة الحقيقية، كما يرى الأطباء وخبراء التغذية، تبدأ من الوعي وتنتهي بتنظيم لا يسمح بأن تكون الطفولة ضحية حملات تسويقية جذابة ومضللة.