الدكتورة هبة عادل تكتب: السيسي يحذر.. الانفلات الإسرائيلي يدفع المنطقة نحو دوامة التصعيد

في ظل المستجدات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، جاء تحذير السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحًا وصريحًا من أن السلوك الإسرائيـ.لى المنفلت والمزعزع للاستقرار لن يقف عند حدوده الراهنة، بل قد يفتح الباب أمام توسيع رقعة الصراع ويدفع المنطقة بأسرها إلى دوامة خطيرة من التصعيد.
هذا التحذير لم يأتِ من فراغ، بل من قراءة استراتيجية دقيقة لمعادلات الواقع الإقليمي. فالممارسات الإسرائيـ.لية الأخيرة لا تقتصر على استخدام مفرط للقوة، وإنما تمتد إلى انتهاكات صارخة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهو ما يضع الأمن والسلم الدوليين على المحك.
إن مصر، بحكم تاريخها وموقعها وثقلها الإقليمي، تُدرك جيدًا أن استمرار هذا النهج العدائي سيقود المنطقة نحو مسارات غير محسوبة العواقب، وسيزيد من احتمالات اندلاع موجات جديدة من العنف وعدم الاستقرار. ومن هنا تأتي الرسالة المصرية بضرورة تحكيم العقل ووقف التصعيد، والتوجه نحو تسوية شاملة تعيد الحقوق إلى أصحابها وتحافظ على استقرار المنطقة.
التحذير الرئاسي في هذا التوقيت يمثل دعوة عاجلة للمجتمع الدولي كي يتحمل مسؤوليته، فلا يمكن للعالم أن يقف متفرجًا أمام سياسة الأمر الواقع التي تمارسها إسـ.رائيل، والتي من شأنها تفجير صراعات قد تتجاوز الحدود الجغرافية التقليدية لتلقي بظلالها على الأمن العالمي بأسره.
إن صوت القاهرة اليوم هو صوت العقل والحكمة، لكنه في الوقت نفسه صوت قوة مدعوم بتاريخ طويل من الدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية، وحرص استراتيجي على حماية الأمن القومي المصري والعربي من أي تهديد خارجي.
ويبقى الرهان على أن تتحول هذه الرسالة التحذيرية إلى خطوة عملية تفرض على القوى الكبرى اتخاذ مواقف أكثر جدية، حتى لا نجد أنفسنا أمام واقع إقليمي بالغ التعقيد تتداخل فيه الصراعات، وتتراجع فيه فرص السلام.