هي وهما
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 12:49 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
هي وهما رئيس مجلس الإدارةأميرة عبيد
أبوظبي الأول يسعى للاستحواذ على محفظة الأفراد في بنك HSBC مصر بنك ABC يشارك في تحالف مصرفي لمنح تمويل مشترك بقيمة 4.485 مليار جنيه لصالح شركة مدكور للمشروعات محافظ البنك المركزي يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من برنامج «قيادات المستقبل» بالمعهد المصرفي المصري فيديو وإنفوجراف.. خطوات فتح حسابات بنكية للمصريين بالخارج تعرف على أسعار الفائدة الجديدة على حساب E-Saving من بنك قناة السويس صافي أرباح البنك الأهلي المصري ترتفع 32.4% وتسجل 93.5 مليار جنيه خلال النصف الأول 2025 ارتفاع ودائع العملاء بالبنك الأهلي المصري إلى 5.450 تريليون جنيه بنهاية النصف الأول من 2025 378 مليار جنيه ارتفاعا في محفظة قروض وتسهيلات العملاء بالبنك الأهلي المصري خلال 6 أشهر من 2025 تعيين وزير الزراعة عضوا في مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان مجلة The Law تكرّم القطاع القانوني في البنك التجاري الدولي CIB البنك الأهلي المصري يوقع اتفاقية تمويل مع شركة أبو ظبي الإسلامي لتعزيز أدوات التمويل الإسلامي في السوق المصري بنك التنمية الصناعية يشارك في فعاليات اليوم العالمي للادخار 2025 لتعزيز الشمول المالي

آراء هي وهما

الدكتور محمد سيد أحمد يكتب: أربع سنوات .. يوميات ميت بين الأحياء !!

في يوم السابع والعشرين من سبتمبر قبل أربع سنوات توقّف الزمن عندي، فقدت أخي أحمد، الذي لم يكن مجرد شقيق يكبرني بعامين، بل كان رفيق العمر، وصديق الطريق، ومرآة الروح، رحيله لم يكن مجرد حدث عابر في دفتر الحياة، بل كان النهاية الحقيقية لي، وإن بقي الجسد حيًّا يتحرك بين الناس، منذ تلك اللحظة وأنا أعيش يوميات ميت بين الأحياء، جسد يقوم بواجباته، وروح فارقتها الحياة ولم يعد يربطها بالدنيا سوى انتظار الموت الأكبر.

خلال هذه السنوات الأربع، وعلى الرغم من ثِقل الفقد ومرارة الغياب، لم أتخلَّ عن رسالتي الأكاديمية، فأنا أؤمن أن العلم أمانة، وأن دوري تجاه طلابي وباحثيّ لا بد أن يُؤدى كما يجب، كنت أُحاضر وأكتب وأناقش وأصحح، أبدو أمامهم كما كنت دائمًا، الأستاذ الجادّ الملتزم، لكن في داخلي كنت أعيش صراعًا مريرًا بين أداء الواجب كعادة يومية، وبين شعورٍ دفين أنني فقدت شغفي بالحياة، وأن كل إنجاز مهما كان براقًا لا يعوّض غياب أحمد ولا يخفف وجعي عليه.

وفي الميدان السياسي والإعلامي ظللت أمارس دوري بكل حماسة، وقفت ولا أزال في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم التي تستهدف أمتنا العربية، وفضحت مخططات "الشرق الأوسط الكبير" و"الشرق الأوسط الجديد"، كما كشفت زيف الحلم الصهيوني القديم المتجدد بإقامة "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات". دافعت عن فلسطين ولبنان وسورية والعراق وليبيا واليمن والسودان، وأدركت أن معركتنا مع الاستعمار وأدواته معركة وجود وليست مجرد خلاف سياسي، كنت أنغمس في هذه القضايا بكل قوة، لكنني في داخلي أعلم أنني أقاتل بروحٍ منكسرة، بروحٍ فقدت سندها الذي كان يربطني بالحياة.

أما على المستوى الإنساني، فقد حاولت أن أكون حاضرًا كما كنت دائمًا، أمي التي تحمّلت فواجع العمر كلها، وجدت نفسها أمام أصعب اختبار حين فقدت أحمد، وأصبحت بحاجة إلى من يساندها ويخفف عنها، وأصبحت أنا أملها الوحيد الذي تعيش من أجله تدعو لي ليل نهار ومع كل صلاة كما تدعو لأحمد بالرحمة والمغفرة، أخواتي البنات حملن الجرح ذاته، وكل واحدة منهن تعيش حنينها الخاص لأخيها الغائب الذي اختفى في غمضة عين، ودون سابق إنذار، كنت أحاول أن أكون لهنّ الأخ والسند والرفيق، لكنني في الحقيقة كنت أستمد منهن ما يساعدني على الاستمرار.

وفي بيتي الصغير حاولت أن أكون الزوج والأب لكن دون جدوى فالجميع أصبح على مسافة بعيدة مني، هم لا يستوعبون ما حدث لي ويعتقدون فقط في تقصيري في حقهم، وأنا أحاول القيام بالحد الأدنى من وجباتي بصبر وصمت، وأمنح أبنائي ما يستطيع أن يمنحهم شعورًا بأن أباهم بخير، لكنني في أعماقي أعرف أنني لم أعد كما كنت قبل رحيل أحمد، وأن أبنائي يعيشون مع أبٍ نصفه غائب، وروحه معلّقة في مكان آخر.

حتى في علاقاتي مع الأصدقاء والزملاء، كنت حريصًا أن أظل وفيًّا للحب والود، حاضرًا بالكلمة والموقف، لكن كل لقاء كان يعيدني إلى ذات الإحساس، أنني أعيش بينهم بجسد ميت، أبتسم حين ينبغي أن أبتسم، وأتحدث حين يتطلب الموقف كلامًا، لكن قلبي هناك، حيث يرقد أحمد تحت التراب.

أربع سنوات كاملة عشتها وأنا أمارس طقوس الحياة بآلية الميت، أفتح عينيّ كل صباح فأجد نفسي أمام نفس السؤال: لماذا أنا هنا؟ ما الذي يبقيني حيًّا بينما الجزء الأجمل والأصدق مني قد رحل؟ أحاول أن أجد معنى في الواجب، في الرسالة، في الدفاع عن الأمة، في خدمة الأسرة، لكن الحقيقة التي لا أستطيع الهروب منها أنني فقدت آخر أجزائي الحية، وبقيت مجرد صدى لإنسان كان ذات يوم ممتلئًا بالحياة.

إنني أكتب هذه الكلمات لا لأشكو، بل لأشهد على تجربة إنسانية صعبة يعيشها كثيرون دون أن يبوحوا بها، فالموت لا يقتصر على اللحظة التي يتوقف فيها القلب، الموت الحقيقي يبدأ مع الفقد، مع رحيل من كانوا حياتنا، عندها نتحول إلى أحياء على هامش الحياة، ننتظر النهاية بصبرٍ ثقيل، ونتعلق بخيط رفيع من الأمل في لقاءٍ آخر حيث لا فراق ولا غياب.

رحمك الله يا أحمد، وأسكنك فسيح جناته، وجمعني بك في مستقر رحمته، لقد كنت شقيقي وصديقي وأبي وابني في آن واحد، كنت الجزء الأصدق في حياتي، وبرحيلك متُّ رغم أنني ما زلت بين الأحياء، واليوم بعد أربع سنوات، أواصل يومياتي كميتٍ بين الأحياء، والكارثة الحقيقية أن كل من حولي لا يعلم حقيقة مشاعري، والجميع يضغط بقسوة ويحملونني فوق طاقتي، أما أنا فأنتظر فقط اللحظة التي تكتمل فيها الحكاية، ويُغلق آخر فصل من كتاب العمر، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى28 أكتوبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.3097 47.4097
يورو 55.1395 55.2655
جنيه إسترلينى 62.9503 63.1071
فرنك سويسرى 59.5315 59.6874
100 ين يابانى 31.1269 31.1947
ريال سعودى 12.6152 12.6426
دينار كويتى 154.2993 154.6759
درهم اماراتى 12.8800 12.9080
اليوان الصينى 6.6635 6.6778

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6170 جنيه 6055 جنيه $128.94
سعر ذهب 22 5655 جنيه 5550 جنيه $118.20
سعر ذهب 21 5400 جنيه 5300 جنيه $112.83
سعر ذهب 18 4630 جنيه 4545 جنيه $96.71
سعر ذهب 14 3600 جنيه 3535 جنيه $75.22
سعر ذهب 12 3085 جنيه 3030 جنيه $64.47
سعر الأونصة 191955 جنيه 188400 جنيه $4010.59
الجنيه الذهب 43200 جنيه 42400 جنيه $902.60
الأونصة بالدولار 4010.59 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى