الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: عندما يصبح الاهتمام مجرد مجاملة

الاهتمام الحقيقي لا يُستجدى، ولا يُنتزع بالإلحاح أو الضغط، لأنه إن لم يأتِ بإرادة صادقة ومشاعر نابعة من الداخل، فإنه يفقد معناه ويتحول إلى تمثيل بارد أو مجاملة جوفاء.
لهذا السبب، أجدني متعجبًا من بعض النساء اللاتي يدخلن في خلافات حادة مع أزواجهن، ويستخدمن الزعل والعتاب وربما الهجر، فقط لأنهن طلبن اهتمامًا لم يأتِ! والسؤال الذي أطرحه على تلك الزوجة: ماذا تشعرين إذا لبّى زوجك طلبك تحت وطأة الزعل والضغط؟ إذا جلس إلى جوارك وقال كلمات رقيقة أنتِ تدركين تمامًا أنها مجرد تمثيل… هل تشعرين وقتها بالسعادة؟ أم بالخذلان؟
إن كنتِ سعيدة لأنكِ أجبرته على أن يهتم، رغم أنكِ تعلمين بداخلك أنه لا يشعر بشيء حقيقي، فأنتِ بذلك تمارسين استبدادًا عاطفيًا، تُرضين به غرورك لا قلبك وإن كنتِ تقنعين نفسك بأنه يفعل ذلك حبًا فيك، رغم أنكِ تعلمين أنه لا يفعل، فأنتِ رومانسية حالمة تهرب من الواقع أما إذا كنتِ لم تطلبي الاهتمام من الأساس، لأنكِ تؤمنين أنه شعور صادق لا يُطلب، فأنتِ واقعية ناضجة، تُدركين أن العطاء لا يكون إلا بتوازن، وأن الكرامة لا تُداس من أجل مشاعر مصطنعة.
من وجهة نظري، الشخصية الواقعية العقلانية هي الأقرب إلى الحكمة تلك التي تعطي بقدر ما تأخذ، وتُقدّر ذاتها قبل أن تنتظر من الآخر أن يُقدّرها فلا تضيع وقتكِ في مطاردة وهم اسمه "اهتمامه بكِ"، بل استثمري طاقتك في تطوير نفسك، في عملك، في تربية أولادك، وفي تحقيق طموحاتك.
#مجرد_خاطرة