الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: ابن مين في مصر شاومينج ده؟

تمكّن فريق مكافحة الغش الإلكتروني بغرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، منذ قليل، من ضبط المتورطين في تصوير أسئلة امتحان مادة اللغة العربية، الذي يؤديه طلاب الثانوية العامة 2025 الآن داخل اللجان، ونشره على جروبات "شاومينج" للغش على تطبيق تليجرام.
وأكد مصدر مسؤول بغرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنه جارٍ اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
وكانت قد شهدت جروبات "شاومينج" على تطبيق تليجرام تداولًا لصور قيل إنها تخص أسئلة امتحان اللغة العربية الذي يؤديه الطلاب حاليًا داخل لجان امتحانات الثانوية العامة 2025، وذلك بعد دقائق من توزيع الامتحان داخل اللجان.
إلى هنا ينتهي الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء والصحافة. وبعيدًا عما أعلنته الوزارة عن معاقبة المتورطين، كما اعتدنا كل عام، علينا أن نناقش الأمر بهدوء، بعيدًا عن التشنجات الانفعالية في الردود، والتي لا نجني من ورائها سوى المزيد من الانتكاسات.
فمنذ فترة ليست بالقصيرة، أعلنت حكومتنا المصرية ارتيادها لعالم الرقمنة وتكنولوجيا الاتصالات الرقمية الحديثة في تسيير كافة المعاملات الإدارية في مختلف قطاعات الدولة، ثم تأتي "شاومينج" فجأة لتكشف لنا مدى القصور في هذا المجال، وتعرض عبر بعض مواقعها المشبوهة صورةً لأحد الاختبارات التي لا يزال الطلاب يؤدونها داخل اللجان، بعد دقائق فقط من فتح مظاريف الأسئلة.
أين الإجراءات التحصينية الوقائية التي سبق للوزارة إعدادها في هذا الصدد قبل بدء فعاليات الاختبارات، وهي تعلم يقينًا أن تلك الخروقات والقرصنة تتكرر بشكل فاضح كل عام؟ هل اكتفى الوزير ومن معه بالاطمئنان إلى جملة المنشورات الوزارية التي يخاطب فيها رؤساء مديريات التعليم فقط بضرورة الحسم والانضباط في إجراءات منع الغش داخل اللجان؟
أين التنسيق المسبق مع الجهات المسؤولة في الدولة عن تكنولوجيا الاتصال المتقدمة، والتي يمكن من خلالها قطع البث تمامًا عن أي جهاز هاتفي داخل قاعات الامتحانات، بما يحول أي هاتف – مهما بلغت إمكانياته التكنولوجية – إلى قطعة من الحديد الخردة، غير القابلة للإرسال أو الاستقبال لكافة العمليات المكتوبة أو المرئية أو المسموعة... إلخ؟
ذلك الإجراء البديهي، الذي يمكن لأي مبتدئ في عالم الأمن والاتصال اللجوء إليه وتفعيله في مثل تلك الحالات.
إلى متى سنظل نرتع ونشاهد، رغمًا عنّا، هذا الفيلم الهندي الماسخ المعروف بـ"شاومينج"، الذي يخرج لنا في كل مرة لسانه، معلنًا فشلنا في مواجهته بكل إمكانياتنا وطاقاتنا الإلكترونية؟
(ابن مين في مصر شاومينج ده؟)
مجرد خاطرة.