تعرف على فوائد الكزبرة وعلاقتها بالصحة النفسية والعقلية

تُعد الكزبرة واحدة من أكثر الأعشاب إثارةً للجدل في عالم المذاق، فبينما يرى البعض فيها لمسةً منعشة تضفي نكهةً فريدة على الأطباق، يشبهها آخرون بطعم الصابون.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يرجع هذا التفاوت إلى اختلاف جيني يؤثر على تذوق مركبات معينة في الكزبرة، حيث يعاني ما بين 4% و14% من السكان من هذا التحسس، ما يجعلهم ينفرون من مذاقها، لكن بعيدًا عن الانقسام حول الطعم، تبرز الكزبرة كمصدر صحي غني بالمركبات الفعالة التي تحمل في طيّاتها فوائد طبية متعددة.
مضادة للالتهابات وغنية بمضادات الأكسدة
تُظهر الدراسات أن الكزبرة تساعد في تقليل الالتهابات، وهي خاصية بالغة الأهمية في مواجهة أمراض مزمنة تشمل أمراض القلب والسكري والسرطان والاضطرابات العصبية.
ويشير باحثون من "كليفلاند كلينيك" إلى أن الأمراض الالتهابية تُعد مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات عالميًا.
ويعود الفضل في تأثير الكزبرة المضاد للالتهاب إلى احتوائها على مركبات نباتية فعالة، منها ما يعمل كمضادات أكسدة قوية تحمي الجسم من التلف الخلوي.
أثر إيجابي على سكر الدم والصحة العصبية
إلى جانب دورها كمضاد للالتهاب، تمتلك الكزبرة قدرة على خفض نسبة السكر في الدم، ما يجعلها خيارًا غذائيًا مثاليًا لمرضى السكري من النوع الثاني، وتُشير دراسات أُجريت في إيطاليا عام 2023 إلى أن مستخلص الكزبرة يمكن أن يكون مفيدًا في مواجهة السمنة ومتلازمة الأيض والسكري، كما كشفت أبحاث من جامعة كاليفورنيا أن مركبًا طبيعيًا داخل الكزبرة يُدعى "دوديسينال" قادر على تهدئة الخلايا العصبية عبر فتح قنوات البوتاسيوم، ما يجعله فعالًا في تخفيف نوبات الصرع، وربما ممهدًا لتطوير أدوية مضادة للاختلاج أكثر أمانًا.
فوائد للصحة النفسية وذاكرة طويلة الأمد
أظهرت دراسات على الحيوانات أن الكزبرة قد توازي تأثير الفاليوم في تقليل القلق، ما يشير إلى إمكان استخدامها كعلاج طبيعي للاضطرابات النفسية مستقبلاً، ورغم أن التجارب البشرية ما تزال محدودة، إلا أن المؤشرات الأولية واعدة، خاصة مع تزايد الاهتمام بالأدوية العشبية البديلة.
تاريخ طويل من الاستخدام في الحضارات القديمة
الكزبرة ليست مجرد عشبة حديثة العهد، بل يعود استخدامها إلى أكثر من 8000 عام، وقد عُثر على بقاياها في مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون.
كما استُخدمت في وصفات الطب التقليدي الصيني، الذي كان يرى فيها وسيلة للخلود، هذا التاريخ العريق، مقترنًا بالاكتشافات العلمية الحديثة، يعيد وضع الكزبرة في الواجهة كواحدة من الأعشاب ذات الأثر العميق على الصحة.