علاج بسيط من المنزل لتغير رائحة الجسم لدى كبار السن

لا تعتبر رائحة الجسم المميزة التي تصاحب التقدم في السن مجرد انطباع أو أسطورة شعبية، بل حقيقة مثبتة علمياً لها تفسير بيولوجي دقيق.
ويبدو أن الحل قد يكون بسيطاً وموجوداً في مطابخنا، تحديداً في أطباق الفطر الشهي.
بحسب ليزلي كيني، مؤسسة شركة "أوكسفورد هيلثسبان" وخبيرة في مجال الصحة وطول العمر، يمكن للفطر، بتناوله المنتظم، أن يساعد على تقليل أو حتى التخلص من رائحة الجسم غير المرغوب فيها التي ترافق الشيخوخة. هذه الرائحة ترتبط بمركب كيميائي يُعرف باسم "2-نونينال"، الذي يتكوّن نتيجة تحلل أحماض أوميغا 7 الدهنية الموجودة في زيوت البشرة الطبيعية، بسبب الأكسدة.
مع التقدم في العمر، تقل قدرة الجسم على إنتاج مضادات الأكسدة التي تحمي هذه الدهون، بينما يتباطأ تجدد خلايا الجلد، ما يسمح بتراكم المركبات المسببة للرائحة. وتُظهر الأبحاث أن هذا التغير الكيميائي يبدأ عادة بعد سن الأربعين، ولا علاقة له بنظافة الشخص أو عادات الاستحمام.
الفطر والأسرار الكيميائية لمكافحة الرائحة
ما يجعل الفطر مميزاً في هذا السياق هو احتواؤه على مركبات نادرة وفعالة مثل الإرغوثيونين والسبيرميدين.
ويعد الإرجوثيونين أحد أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية التي تحمي دهون الجلد من التحلل إلى المركبات المسببة للرائحة.
وفي المقابل، يعمل السبيرميدين على تعزيز عملية تجدد الخلايا، وهي عملية حيوية لإبقاء الجلد في حالة صحية وشابة.
أظهرت دراسات علمية متعددة، من بينها تجارب سريرية في اليابان، أن تناول مستخلص فطر الشامبينيون بانتظام أدى إلى انخفاض واضح في رائحة الجسم ورائحة الفم لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عاماً.
كما لاحظ الباحثون تحسن ملحوظ في رائحة الوسائد والملابس، وهو ما يؤكد فعالية هذه الفطريات في معالجة السبب الجذري للرائحة وليس فقط إخفائها.
ليس مجرد علاج للرائحة بل دعم شامل للصحة
كيني تؤكد أن فوائد الفطر لا تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل تشمل الوقاية من السرطان، تحسين مقاومة الأنسولين، خفض ضغط الدم، حماية الدماغ، وتقوية العظام.
ويوصي الخبراء بتناول الفطر ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً، سواء عبر الأطباق اليومية أو في السلطات والشوربات.
ورغم لجوء الكثيرين إلى العطور والصابون لمحاولة التخلص من الرائحة، يحذر الخبراء من أن هذه الوسائل مؤقتة ولا تعالج السبب الحقيقي، بل قد تزيد من حدة الرائحة أحياناً بسبب تفاعلها مع الزيوت المتراكمة في الجلد.
وفي ظل هذه الحقائق، يبدو أن الفطر يقدم حلاً طبيعياً وآمناً لتحسين رائحة الجسم وتعزيز الصحة العامة، خاصة مع التقدم في العمر.