فقدان الوزن السريع لدى كبار السن وما علاقته بالإصابة بالخرف؟

أشارت دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open إلى وجود علاقة لافتة بين فقدان الوزن السريع لدى كبار السن وزيادة خطر الإصابة بالخرف لاحقًا في الحياة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، توصل الباحثون إلى أن التراجع الحاد في مؤشر كتلة الجسم (BMI) قد يبدأ قبل سنوات طويلة من تشخيص الحالة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التراجع عارضًا أم مؤشرًا بيولوجيًا مبكرًا للتغيرات الإدراكية.
الوزن... مرآة مكبرة للدماغ؟
شارك في الدراسة أكثر من 5400 شخص من كبار السن في أستراليا والولايات المتحدة، لم يكن لديهم أي ضعف إدراكي في البداية، وبعد متابعة استمرت 11 عامًا، أُصيب 1078 منهم بالخرف.
واتضح أن هؤلاء أظهروا انخفاضًا واضحًا في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر قبل نحو عقد من ظهور الأعراض، كما لاحظ الباحثون أن لدى المجموعة ارتفاع في مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) خلال نفس الفترة.
وأكد الباحثون أن العلاقة بين فقدان الوزن والخرف قد لا تكون سببية بالضرورة، بل قد تعكس ما يُعرف بـ"السببية العكسية"، أي أن الخرف المبكر ذاته قد يكون مسؤولًا عن فقدان الوزن، نتيجة تغيرات دماغية تؤثر على الشهية والنشاط والتمثيل الغذائي.
كما أشارت الدكتورة ويلا برينوفيتز، خبيرة الأوبئة، إلى أن عوامل مثل نسيان تناول الطعام أو تراجع القدرة على إعداد الوجبات قد تكون وراء فقدان الوزن في المراحل الأولى من الخرف.
ليست كل خسارة في الوزن مدعاة للقلق
على الرغم من النتائج، يؤكد الخبراء أن فقدان الوزن أمر شائع في مراحل الشيخوخة الطبيعية، ولا يعني بالضرورة وجود خلل إدراكي، غير أن فقدان الوزن غير المقصود، خاصة إذا ترافق مع تغيرات في الانتباه أو الذاكرة أو القدرة على حل المشكلات، يستوجب التقييم الطبي الشامل، بما يشمل الفحوص الإدراكية والتصوير العصبي.
الحاجة إلى مزيد من التنوع والبحث
تشير الدراسة إلى محدودية التعميم نظرًا لأن غالبية المشاركين كانوا من البيض، ما يستدعي مزيدًا من الأبحاث على فئات عرقية وإثنية متنوعة.
وبينما تفتح الدراسة بابًا جديدًا لرصد المؤشرات البيولوجية المبكرة للخرف، إلا أن الباحثين يؤكدون أن نتائجها لا تعني أن كل فقدان في الوزن هو إنذار بخلل إدراكي وشيك.