دراسة تكشف اختلافات في الشخصية بين النباتيين وآكلي اللحوم

كشفت دراسة دولية حديثة أن النباتيين لا يتفوقون على غيرهم في قيم التعاطف واللطف كما يُفترض غالباً، بل يُظهرون ميلاً أكبر نحو الطموح، والاستقلالية، وتحقيق الذات.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، سلطت الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLOS ONE، الضوء على التباينات النفسية في الدوافع والقيم بين النباتيين وآكلي اللحوم، مستخدمة إطار عمل "شوارتز" للقيم الإنسانية.
النباتيون يقدّرون الإنجاز والتحفيز أكثر من التقاليد
أجريت الدراسة على ثلاث عينات استقصائية شملت الولايات المتحدة وبولندا، وشارك فيها نحو 3792 شخصاً، من بينهم 883 نباتياً بمستويات مختلفة من الالتزام النباتي.
وكشف التحليل أن النباتيين كانوا أقل اهتماماً بالقيم المرتبطة بالاستقرار الاجتماعي، مثل الإحسان، والتوافق، والأمن، وهي قيم عادةً ما تعكس اللطف والانتماء المجتمعي.
في المقابل، أظهرت فئة النباتيين اهتماماً أكبر بقيم مثل الإنجاز، والتحفيز، والقوة جميعها ترتبط بالطموح والتأثير الفردي.
توحي هذه النتائج بأن النظام النباتي، بالنسبة للكثيرين، قد يكون انعكاساً لهوية شخصية وسعي نحو التميز، أكثر من كونه تعبيراً عن أخلاقيات الرحمة.
فروقات ثقافية لافتة بين الولايات المتحدة وبولندا
رغم أن النمط العام كان متشابهاً في كلا البلدين، فقد ظهرت بعض الفروقات الثقافية. في الولايات المتحدة، سجّل النباتيون درجات أعلى في القيم العالمية مثل العدالة البيئية والاجتماعية، بينما لم تظهر هذه الفروقات بوضوح في بولندا.
كما أظهر الأمريكيون غير النباتيين اهتماماً أكبر بقيمة "التوجيه الذاتي"، مقابل اهتمام نباتيي بولندا بهذه القيمة بدرجة أعلى.
اختيار النظام النباتي: موقف فردي أم تعبير عن استقلال؟
يقودنا هذا البحث إلى إعادة النظر في الأسباب النفسية وراء اختيار النظم الغذائية، فبينما يُربط النظام النباتي تقليدياً بأسباب أخلاقية وإنسانية، تشير نتائج الدراسة إلى أن العديد من النباتيين يتبنون هذا النمط من التغذية كوسيلة للتعبير عن الذات، وتحقيق تميز شخصي يتجاوز الاعتبارات التقليدية.
هوية غذائية تتجاوز الأخلاق
اختتم الباحث الرئيسي، جون ب. نيزليك، نتائج الدراسة بالقول إن اختيار النظام النباتي قد يعكس تحوّلاً في القيم من الجماعية إلى الفردية.
وبدلاً من التماهي مع التقاليد أو معايير الرحمة المجتمعية، يبدو أن كثيراً من النباتيين ينظرون إلى خيارهم كوسيلة لبناء هوية شخصية مستقلة، وتحقيق أهداف ذاتية تتعلق بالنمو والتأثير.
وتؤكد الدراسة أن القرارات الغذائية تحمل أبعاداً أعمق من مجرد الذوق أو الأخلاق، وقد تكون مرآة حقيقية للقيم الشخصية التي تُشكّل السلوك الإنساني في عالم معولم متعدد الثقافات.