حيلة علمية بسيطة تساعد على مقاومة الأرق والنوم بسهولة

إن كنت ممن يتقلبون في الفراش طويلًا دون أن يطرق النوم أبوابهم، فقد يكون الحل أقرب مما تتصور، بل تحديدًا عند قدميك.
ووفقًا لدراسة علمية نُشرت عام 2023، فإن ترك قدم واحدة فقط خارج الغطاء أثناء النوم يمكن أن يساعد في تسريع الدخول في النوم وتحسين جودته، ما يجعل هذه العادة البسيطة حلاً فعالاً مدعومًا بالأدلة.
السر في درجة حرارة الجسم الأساسية
تستند هذه الحيلة إلى مبدأ علمي بسيط: انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية هو إشارة بيولوجية للنوم. عندما تبدأ حرارة الجسم في الانخفاض، يفرز الدماغ هرمون الميلاتونين، وهو المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالنعاس وتنظيم الإيقاع البيولوجي.
وتعمل الأوعية الدموية الموجودة في باطن القدم كـ"مبدد حراري" طبيعي، إذ تساعد على التخلص من الحرارة الزائدة بسرعة لذا ، فإن تعريض قدم واحدة للهواء البارد يسرّع من خفض حرارة الجسم، ما يعزز إفراز الميلاتونين ويسهّل عملية النوم.
الحمام الساخن: تحضير مبكر للنوم
لمن يرغب في تحسين نتائج هذه الحيلة، تقترح دراسات موازية أخذ حمام ساخن قبل النوم بساعة أو اثنتين حيث يؤدي هذا إلى توسع الأوعية الدموية، مما يساعد على تبريد الجسم بشكل أكثر فعالية بعد مغادرة الحمام.
وتوصي عدد من الدراسات التي أجريت في الصين واليابان بحمام للقدمين لمدة 24 دقيقة بدرجة حرارة 42 مئوية لتحسين جودة النوم بشكل كبير.
ورغم بساطة هذه الطريقة، إلا أنها أثارت بعض الردود الطريفة والمخاوف الطفولية على مواقع التواصل الاجتماعي. فبين من يخشى "الوحوش" تحت السرير، وآخرين يقلقون من البعوض أو هجمات القطط الليلية، يبدو أن البعض يفضل البقاء دافئًا وآمنًا تحت الأغطية.
هل الجوارب خيار بديل؟
بديل آخر اقترحته أبحاث كورية هو ارتداء الجوارب أثناء النوم. إذ أظهرت النتائج أن الحفاظ على دفء القدمين بدرجة معتدلة يعزز توسع الأوعية الدموية ويؤدي إلى نوم أسرع وأكثر استقرارًا. في الواقع، المشاركون في الدراسة ناموا بمتوسط 30 دقيقة إضافية واستغرقوا وقتًا أقل بنسبة 7.5 دقيقة للخلود إلى النوم.
الساعة البيولوجية: المنظّم الخفي لليل والنهار
هذه الحيل، سواء كانت باستخدام الغطاء أو الحمام أو الجوارب، تتفاعل جميعها مع منظومة دقيقة تعرف باسم "الإيقاع اليومي".
وتتحكم هذه الساعة الداخلية في مواعيد إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول والميلاتونين، وتحدد متى نشعر بالنشاط أو النعاس لذا، فإن التلاعب بدرجة حرارة الجسم هو ببساطة وسيلة للتواصل مع هذه الآلية البيولوجية بذكاء.
وتبدو هذه الحيلة بسيطة وربما مضحكة للبعض، لكنها مدعومة بأدلة علمية تُظهر فعاليتها، وإن كنت تعاني من الأرق أو تبحث عن نوم أسرع وجودة أعلى، فقد تكون الخطوة الأولى هي إخراج قدم واحدة فقط من تحت الغطاء.