الدكتور أحمد خليل يكتب: استثمارات تريليونية وتغيرات جيوسياسية!

كانت الرغبة الأمريكية في إستقطاب الأموال الخليجية للسوق الأمريكية العنوان الأبرز لأهداف جولة ترامب الخليجية فى الأونة الأخيرة، وبحصيلة تجاوزت الـ3 تريليونات دولار، الرئيس الأمريكى ترامب ينهى جولة الـ4 أيام للخليج، من أجل تعزيز حضور أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط والحفاظ على مصالح واشنطن وهذه هى أبرز الأهداف السياسية للجولة، حيث صرح البيت الأبيض أن المملكة العربية السعودية وافقت على استثمارات بقيمة 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة، في حين تم توقيع 145 صفقة إضافية بقيمة تزيد عن 300 مليار دولار في منتدى الإستثمار السعودي الأميركي الذي حضره العديد من المليارديرات الأميركيين وكبار المديرين التنفيذيين في مجال الأعمال، وفى الجولة الخليجية الثانية بقطر وقع ترامب اتفاقية للإستثمارات بين الولايات المتحدة وقطر بقيمة تزيد على 243.5 مليار دولار، وحدد خططا لزيادة الاستثمار إلى 1.2 تريليون دولار ، كما وافقت الخطوط الجوية القطرية على شراء 210 طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار، وهو ما يمثل أكبر صفقة يعقدها ترامب منذ وصوله إلى الشرق الأوسط، وكانت المحطة الأخيرة في جولة ترامب الخليجية بالإمارات، وأثمرت عن إعلان الإمارات اعتزامها استثمار حوالى 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ما أكده رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال استقباله نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي ، وهكذا تُضاف إلى 1.2 تريليون دولار أعلنتها قطر كإستثمارات في الولايات المتحدة، و600 مليار دولار أعلنت عنها السعودية، لتصبح بذلك حصيلة مكاسب الولايات المتحدة خلال جولة ترامب للخليج حوالى 3.2 تريليون دولار، وبالتالى وعلى الصعيد الإقتصادى لزيارة ترامب الخليجية، تم الإعلان عن اتفاقيات بقيمة مئات المليارات من الدولارات، ومن الناحية الجيوسياسية، تؤكد الزيارة التزام واشنطن بحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وسط تصاعد النفوذ الصيني والروسي، كما تمكن ترامب من إعادة ترميم الشراكات التقليدية مع دول الخليج، لاسيما في ملفات الطاقة والتعاون الأمني، مما يعزز صورته كقائد قادر على إدارة التوازنات الدولية وتكريس الحضور الأميركي في منطقة حيوية، ومن أبرز أهداف الزيارة إعادة التموضع في سياق منافسة جيوسياسية متصاعدة مع الصين، وهذه العودة الأمريكية لا تعتمد على إدارة الأزمات كما في العقود السابقة، بل تقوم على مقاربة واقعية قائمة على الاقتصاد والقوة الصلبة، فبدلاً من التحالفات الأمنية التقليدية، تسعى واشنطن إلى ترسيخ شراكات تنموية واستثمارية عميقة مع دول الخليج، وفى الختام هناك تساؤل يفرض نفسه مادام لدى الأمة العربية تريليونات الدولارات أليس كان من الأولى تكوين جبهة إقتصادية عربية تواجه أقوى الدول والإمبراطوريات فى العالم؟ أليس كان من الأولى إعادة إعمار غزة والقضاء على سياسات التجويع فى غزة؟ علماً بأن تكلفة إعادة إعمار غـزة كاملة هو 80مليار دولار كحد أقصى، بما يعني أن هذا المبلغ يكفي لإعادة إعمار 25 مدينة مدمرة مثل غـزة!، أليس كان من الأولى تسديد ديون الدول العربية مثل مصر العظمى التى لها مواقف تاريخية مع كل الدول العربية؟، وللحديث بقية إن شاء الله.