هل يمكن للمكملات الغذائية أن تدعم صحة القلب؟ العلم يحسم الجدل

يعتقد معظم الأمريكيين أن المكملات الغذائية يمكن أن تعزز صحة القلب، إذ أظهر استطلاع أجرته "كليفلاند كلينك" أن 97% منهم مقتنعون بفعاليتها، بينما يتناول أكثر من ثلث المشاركين المكملات خصيصًا لهذا الغرض.
وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، يوصي 84% من الناس بالمكملات بدلًا من الأدوية الموصوفة لحماية قلوبهم ولكن ما يقوله العلم مختلف، إذ يشير خبراء القلب إلى غياب أدلة قوية تؤكد أن هذه المكملات تقلل فعليًا من خطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة الناجمة عنها.
زيت السمك والـCoQ10 وحمض الفوليك: أمل محدود
ويمكن لبعض المكملات مثل زيت السمك الذي يحتوي على أحماض أوميغا 3، أن تساعد في تقليل مستويات الدهون الثلاثية في الدم، والتي تعد عاملًا من عوامل الخطر لأمراض القلب.
كذلك، تشير دراسات محدودة إلى أن الإنزيم المساعد CoQ10 قد يكون مفيدًا لبعض المصابين بقصور القلب.
كما يرتبط حمض الفوليك بانخفاض مستويات الحمض الأميني الهوموسيستين، الذي يرتبط بدوره بزيادة خطر الجلطات والسكتات الدماغية، غير أن هذه الفوائد تبقى محصورة في مؤشرات ثانوية، دون أدلة دامغة على تقليل خطر النوبات القلبية أو السكتات أو الوفيات.
تحذيرات من الاستخدام المفرط وغير المنظم
رغم شيوع استخدام المكملات، يشير الخبراء إلى أن بعض هذه المنتجات قد تكون ضارة، خاصة عند استخدامها بجرعات عالية أو دون إشراف طبي.
وعلى سبيل المثال، قد تؤدي الجرعات العالية من زيت السمك إلى زيادة احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني.
كما يمكن لبعض المكملات التفاعل مع الأدوية الموصوفة، مما يقلل فعاليتها أو يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة.
يُضاف إلى ذلك أن المكملات الغذائية لا تخضع لرقابة صارمة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مما يجعل جودة المنتج وتركيبه محل شك في كثير من الأحيان.
أسلوب الحياة الصحي.. الأمان الحقيقي لصحة القلب
ويتفق الخبراء على أن الحفاظ على صحة القلب يعتمد بشكل رئيسي على نمط الحياة. فالنشاط البدني المنتظم، والإقلاع عن التدخين، وتناول نظام غذائي متوازن، والنوم الجيد، وإدارة عوامل الخطر مثل ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، تبقى الركائز الأساسية.
وعلى الرغم من أن المكملات قد تكون مفيدة في بعض الحالات، فإنها ليست بديلاً عن النظام الغذائي الصحي أو الأدوية الموصوفة.