هي وهما
الأحد 15 يونيو 2025 12:18 صـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
هي وهما رئيس مجلس الإدارةأميرة عبيد

آراء هي وهما

د. محمد سيد أحمد يكتب: العبودية الطوعية والعجز أمام العدو الصهيوني !!

مع عودة العدو الصهيوني للعدوان من جديد على غزة في ظل صمت مريب للحكومات والشعوب العربية، وباستثناء اليمن العربية التي أفردنا لها مقالنا الأسبوع الماضي تحت عنوان "اليمن وحده يكسر الصمت المريب"، نعود اليوم لنذكر الحكومات والشعوب العربية بمصطلح العبودية الطوعية، وهو المصطلح الذي تحدثنا عنه كثيراً وتناولناه بالتحليل في مقالات عديدة، وأعتقد أن هذه المرة لن تكون الأخيرة فالواقع الذي نعيشه اليوم يؤكد أن كل من يعيش على الأرض العربية سواء كان حاكماً أو محكوماً ينطبق عليه بشكل أو بآخر مصطلح العبودية الطوعية.

ومصطلح العبودية الطوعية ظهر لأول مرة في كتابات الفيلسوف والكاتب الفرنسي " إتيان دي لابويسيه " منذ ما يقرب من خمسة قرون، وهو مؤسس الفلسفة السياسية الحديثة في فرنسا، وأول من أوجد النظرية الفوضوية، وعلى الرغم من دراسة لابويسيه للقانون إلا أنه كان مولعاً بالشعر والأدب، لكن تظل " مقالة في العبودية الطوعية " من أهم أعماله إن لم تكن الوحيدة التي إشتهر بها ليس خلال حياته القصيرة لكن بعد وفاته.

فمن الأرجح أن لابويسيه قد قرأ المقالة على بعض أقرانه في جامعة أورليان التي كانت ثاني أهم الجامعات الفرنسية بعد جامعة باريس، وأعجبوا بها واستنسخوها فيما بينهم لكنها لم تنشر حتى عام 1576 بعد وفاة لابويسيه، لكنها لم تلقى اهتماماً كبيراً بسبب استتباب الحكم الملكي خلال القرن السابع عشر مما جعلها نصاً لا يلتفت إليه إلا قلة من القراء، وكان قدرها أن لا تظهر منشورة إلا في ظل مقالات صديقه الفيلسوف والكاتب الفرنسي " ميشيل دي مونتين " أكثر الكتاب الفرنسيين تأثيراً في عصر النهضة الفرنسية، ورائد المقالة الحديثة في أوروبا والذى نسب بعض النقاد المقالة إليه شخصياً، لكن في عام 1835 نشر النص منفرداً منسوباً لصاحبه وهو لابويسيه.

وفى مقالة " العبودية الطوعية " يدعو لابويسيه لمكافحة الديكتاتورية، ويؤكد أن الطغاة لديهم السلطة لأن الشعب أعطاها لهم، فعندما يتم التخلي عن الحرية مرة واحدة من قبل الشعب، ويبقى متخلي عنها حيث يفضل الشعب الرق على الحرية وعلى رفض الهيمنة والانصياع، وبالتالي يربط لابويسيه الطاعة والهيمنة معاً، وهى العلاقة التي كونت مع مرور الوقت النظرية الفوضوية، والتي تدعو لإيجاد حلول للتخلص من الهيمنة والانصياع ورفض دعم الطاغية، وبذلك أصبح لابويسيه أحد أقدم دعاة العصيان المدني والمقاومة بلا عنف، وهي ما نتج عنها ذلك الشعب الفرنسي الذى يرفض الهيمنة والانصياع للحاكم مهما تحققت له من سبل الرفاهية، فهو مواطن يطمح دائماً إلى مزيد من الحرية، ولديه من الوعي ما يمكنه من ممارسة العصيان المدني والمقاومة بالعديد من الطرق السلمية.

على العكس تماماً فإن العبودية الطوعية تنطبق على شعوبنا العربية كما طرحها لابويسيه خاصة عندما يؤكد أنه عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتلاءم وتتكيف مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه " المواطن المستقر "، وهذا المواطن المستقر لا يشتبك مع واقعه، وغير قادر على النقد، ولا يهتم بالشأن العام، ولا يتدخل في الأمور السياسية، وخاضع ومنصاع طوال الوقت لهيمنة السلطة الحاكمة، وغير قادر على المعارضة أو المقاومة.

وفى عالمنا المعاصر يعيش المواطن المستقر في عالم خاص به، وتنحصر اهتماماته في ثلاثة أشياء هي: الدين ولقمة العيش وكرة القدم، والدين عند المواطن المستقر لا علاقة له بالحق، إنما هو مجرد أداء للطقوس واستيفاء للشكل، لا ينصرف غالبا للسلوك، فهؤلاء الذين يمارسون بلا حرج الكذب والنفاق والرشوة يشعرون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصلوات، هذا المواطن المستقر لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك، فقد يستشيط المواطن المستقر غضبا ضد الدول التي تبيح زواج المثليين أو التي ترخص ممارسة الدعارة بحجة أن ذلك ضد إرادة الله، لكنه لا يفتح فمه بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً وعدد الذين ماتوا بالتعذيب، المواطن المستقر يفعل الفاحشة ويمارس الفساد في بلاده جهاراً نهاراً وبعد ذلك يحمد الله.

ولقمة العيش هي الاهتمام الثاني في حياة المواطن المستقر، فهو لا يعبأ إطلاقاً بحقوقه السياسية ولا يسعى إليها، ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله والحصول على ضروريات الحياة لهم حتى يكبروا، يزوج البنات ويشغل الأولاد، ويكون بذلك قد أدى مهمته في الحياة، يذهب يوم الجمعة إلى المسجد ويوم الأحد إلى الكنيسة للصلاة والقراءة في الكتب المقدسة، ويلتقي في عطلة نهاية الأسبوع بالأبناء والأحفاد على وجبة غداء أو عشاء، ويجلسون يتسامرون.

أما كرة القدم فهي الاهتمام الثالث في حياة المواطن المستقر والتي يجد فيها تعويضاً عن أشياء حرم منها في حياته اليومية، فهي تنسيه همومه اليومية والقهر والظلم والاستبداد، وتحقق له العدالة المفقودة، فخلال 90 دقيقة هي زمن المباراة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة وعادلة تطبق على الجميع، وهو ما يفتقده المواطن المستقر في حياته اليومية فينشغل بها ويتفاعل معها متناسيا ما يحدث له طوال الوقت.

وإذا كان المواطنون المستقرون هم الغالبية العظمى من شعوبنا العربية الذين ارتضوا بالعبودية الطوعية، فهم بذلك يشكلون العائق الحقيقي أمام أي تقدم ممكن، ولن يتحقق التغيير إلا عندما يخرج هذا المواطن المستقر من عالمه الضيق، هكذا صنع الشعب الفرنسي مجتمعه ومازال يصنعه، والغريب حقاً أن هذه العبودية الطوعية لم تعد حكراً على الشعوب العربية فقط، بل تجاوزتها لتنطبق على الحكومات العربية التي تخضع للهيمنة وتنصاع للدكتاتورية الغربية الاستعمارية، فأصبحت الشعوب والحكومات العربية عاجزة أمام العدوان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان وسورية التي دمر جيشها ويتوغل العدو كل يوم ويحتل أراضيها دون أن يتحرك ساكن للمواطنون والحكام المستقرون، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى12 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.7300 49.8300
يورو 57.6470 57.7729
جنيه إسترلينى 67.5632 67.7240
فرنك سويسرى 61.2137 61.3746
100 ين يابانى 34.6478 34.7223
ريال سعودى 13.2557 13.2830
دينار كويتى 162.5429 162.9230
درهم اماراتى 13.5401 13.5695
اليوان الصينى 6.9296 6.9458

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5571 جنيه 5549 جنيه $110.37
سعر ذهب 22 5107 جنيه 5086 جنيه $101.17
سعر ذهب 21 4875 جنيه 4855 جنيه $96.57
سعر ذهب 18 4179 جنيه 4161 جنيه $82.78
سعر ذهب 14 3250 جنيه 3237 جنيه $64.38
سعر ذهب 12 2786 جنيه 2774 جنيه $55.18
سعر الأونصة 173291 جنيه 172580 جنيه $3432.89
الجنيه الذهب 39000 جنيه 38840 جنيه $772.59
الأونصة بالدولار 3432.89 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى