هي وهما
الإثنين 3 نوفمبر 2025 05:39 صـ 12 جمادى أول 1447 هـ
هي وهما رئيس مجلس الإدارةأميرة عبيد

آراء هي وهما

إبراهيم نصر يكتب: مؤتمر دار الإفتاء .. خارطة طريق لمستقبل الفتوى

في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات التكنولوجية، وتتداخل فيه الحقائق مع المعلومات المضللة، تصبح الحاجة إلى بوصلة إرشادية أكثر إلحاحا.
من هذا المنطلق، جاءت توصيات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي عقدته دار الإفتاء المصرية مؤخرا في القاهرة تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، لتكون بمثابة وثيقة استراتيجية ترسم خارطة طريق واضحة لمستقبل الفتوى، وتحدد بوعي عميق العلاقة بين ثابت الوحي ومتغيرات العصر.
لقد خرج المؤتمر بتوصيات جوهرية لم تكتف بتأكيد أهمية التكنولوجيا، بل وضعت لها حدودا ومعايير، لتضمن أن الفتوى ستظل حكمة إنسانية قبل أن تكون حكما آليا.
فمن أبرز ما أكدت عليه التوصيات، هو أن المفتي البشري لا يمكن أن يستبدل بالآلة. هذا التأكيد ليس رفضاً للتقنية، بل هو فهم عميق لجودة الفتوى وروحها. فالفتوى ليست مجرد استخراج نص من قاعدة بيانات، بل هي عملية معقدة تتطلب فهما لحال السائل، وسياق سؤاله، وظروفه النفسية والاجتماعية. إنها تتطلب بصيرة نافذة وحكمة لا يمكن للذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من تطور، أن يمتلكها.
إن خشية الله والحكمة في المقصد هي صفات لا يمكن للخوارزميات الإليكترونية أن تحاكيها، وهو ما يجعل الفتوى في جوهرها فعلا إنسانيا بامتياز.
وفي المقابل، لم تغفل التوصيات عن الدعوة إلى تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة الفتوى. فبدلا من اعتباره خصما، دعت التوصيات إلى جعله شريكا فاعلاً. وأوصت بإنشاء منصة عالمية موحدة للإفتاء، تكون بمثابة مرجع رقمي ضخم، يضم نصوص الشريعة، والمذاهب الفقهية، وآراء العلماء، بحيث يستطيع المفتي الوصول إليها بسرعة ودقة.
إن هذه المنصة لن تحل محل المفتي، بل ستعزز قدراته، وتوسع أفقه، وتوفر له الوقت والجهد، ليتفرغ للجوانب الإنسانية والفقهية الدقيقة التي لا يمكن للآلة أن تتعامل معها.
كما دعت توصيات المؤتمر إلى تطوير برامج تدريبية متخصصة للمفتين والباحثين، لتمكينهم من استخدام هذه الأدوات بكفاءة ووعي، مما يضمن مواكبة المؤسسات الدينية لسرعة التحول الرقمي.
ولأن الفتوى هي صمام أمان للمجتمعات، فقد أولت التوصيات أهمية كبرى لحماية الفتوى من التضليل. ففي ظل الفضاء الرقمي المفتوح، أصبحت الفتاوى غير المنضبطة والمتطرفة تنتشر بسرعة هائلة، مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن الفكري والديني. ولذلك، طالبت التوصيات بوضع ضوابط تشريعية وقانونية لمكافحة هذه الظاهرة، مع التركيز على أهمية توعية الجمهور بخطورة أخذ الفتوى من غير أهلها، وتشجيعهم على الاعتماد على المصادر الموثوقة والمعتمدة.
إن هذه الخطوة تعد حائط صد في وجه الفوضى الفقهية التي تهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي.
ولم يكن المؤتمر بمعزل عن الواقع المعاش، فقد أكدت التوصيات على أهمية الفتوى في دعم القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لقد أوضح المؤتمر أن الفتوى ليست مجرد أحكام نظرية، بل هي دعامة لتعزيز قيم العدل، والكرامة، والرحمة.
إن ربط الفتوى بالواقع يؤكد أن دور المفتي لا يقتصر على الرد على الاستفسارات الفردية، بل يمتد ليشمل الإسهام في معالجة القضايا الكبرى للأمة، وتوجيه الوعي العام نحو الحق والعدل.
وفي الختام، يمكن القول: إن توصيات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء تمثل وثيقة حكيمة ومتوازنة، تدرك قيمة الأصالة وتعي ضرورة المعاصرة. إنها تؤكد أن المستقبل ليس للآلة التي تفصل بين الأحكام، بل للمفتي الرشيد الذي يجمع بين العلم، والورع، والبصيرة، ويستخدم أدوات عصره لخدمة الدين والإنسان، لتظل الفتوى منارة هدى في دروب الحياة المعقدة.
[email protected]

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.1830 47.2820
يورو 54.4209 54.5492
جنيه إسترلينى 62.0221 62.1758
فرنك سويسرى 58.6270 58.7938
100 ين يابانى 30.6363 30.7026
ريال سعودى 12.5808 12.6079
دينار كويتى 153.6005 154.0733
درهم اماراتى 12.8463 12.8750
اليوان الصينى 6.6288 6.6436

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6110 جنيه 6075 جنيه $128.68
سعر ذهب 22 5600 جنيه 5570 جنيه $117.95
سعر ذهب 21 5345 جنيه 5315 جنيه $112.59
سعر ذهب 18 4580 جنيه 4555 جنيه $96.51
سعر ذهب 14 3565 جنيه 3545 جنيه $75.06
سعر ذهب 12 3055 جنيه 3035 جنيه $64.34
سعر الأونصة 190000 جنيه 188930 جنيه $4002.26
الجنيه الذهب 42760 جنيه 42520 جنيه $900.73
الأونصة بالدولار 4002.26 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى