دراسة صادمة تكشف تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة العقلية للمراهقين

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS Mental Health أن المراهقين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية أو يستخدمون منتجات التبغ بصفة عامة، يُظهرون معدلات أعلى من أعراض الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم الذين لا يستخدمون هذه المنتجات، الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة "ويست فرجينيا"، تعتمد على تحليل بيانات المسح الوطني لاستخدام التبغ بين الشباب في الولايات المتحدة للفترة بين 2021 و2023.
أرقام لافتة واستخدام واسع بين المراهقين
شارك في الاستطلاع أكثر من 60 ألف طالب وطالبة من المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكشفت النتائج أن نحو 21% من المشاركين استخدموا شكلًا من أشكال التبغ، فيما بلغ استخدام السجائر الإلكترونية وحدها 9.9%.
أما المنتجات التقليدية مثل السجائر والسيجار والشيشة فقد استُخدمت من قبل 3.6% فقط، بينما أبلغ 7.8% عن استخدامهم لكل من السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا.
مخاطر مضاعفة على الصحة النفسية
أظهر التحليل أن مستخدمي منتجات التبغ، خصوصًا السجائر الإلكترونية، أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاعر الاكتئاب والقلق، وقد أفاد 25.2% من المشاركين بأنهم يعانون من أعراض اكتئاب، بينما أبلغ 29.5% عن أعراض مرتبطة بالقلق.
ولفت انتباه الباحثين أن أولئك الذين جمعوا بين استخدام المنتجات الإلكترونية والتقليدية سجلوا أعلى معدلات الضيق النفسي.
مرحلة حرجة وسلوكيات محفوفة بالمخاطر
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تكتسب أهمية مضاعفة بالنظر إلى أن المراهقة تُعد فترة نمو عصبي وسلوكي حاسمة، وغالبًا ما تبدأ فيها السلوكيات التي تؤثر على الصحة مدى الحياة، لذا فإن فهم العلاقة بين استهلاك النيكوتين والصحة النفسية يصبح ضروريًا للوقاية والتدخل المبكر.
مخاوف علمية وتحفظات مشروعة
رغم أن الدراسة كشفت عن ارتباط واضح، إلا أنها لم تُثبت علاقة سببية مباشرة بين استخدام السجائر الإلكترونية وتدهور الصحة النفسية.
ويرى بعض الخبراء أن هناك عوامل أخرى لم تؤخذ بعين الاعتبار، مثل التاريخ العائلي للصحة النفسية أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
الدكتور ليون شهاب، عضو الجمعية البريطانية لعلم النفس، أوضح أن الإدمان بحد ذاته، سواء ناتجًا عن السجائر التقليدية أو الإلكترونية، قد يكون عاملًا ضاغطًا يؤثر على الحالة النفسية للمراهق.
كما أشار إلى أن ازدياد عدد المراهقين الذين يصفون أنفسهم بأنهم "مدمنون" على السجائر الإلكترونية أصبح يُقارب ما نراه في السجائر العادية، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر.
أهمية التدخل والدعم النفسي
خلصت الدراسة إلى أن هناك حاجة ملحّة لتعزيز برامج الصحة النفسية في المدارس والمجتمعات، إلى جانب تصميم تدخلات وقائية تستهدف الحد من تعاطي التبغ لدى الفئة اليافعة، حتى وإن لم تثبت العلاقة بشكل قاطع، فإن وجود ارتباط كهذا بين التدخين والمعاناة النفسية يكفي لتحفيز الجهود في هذا الاتجاه.
وبينما تظل الأسئلة قائمة حول السبب والنتيجة، يظل المؤكد أن حماية الصحة النفسية للمراهقين تبدأ بالتوعية، والرقابة، وتوفير بيئات أكثر أمانًا تحصنهم من الإدمان في سن مبكرة.