خبير: الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من كل قطاع

أكد محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد منفصلًا عن تكنولوجيا المعلومات، بل أصبح عنصرًا مدمجًا في مختلف القطاعات التكنولوجية، موضحًا أن المسألة لم تعد نظرية، بل تطبق فعليًا في الحياة اليومية، ما يستدعي تناول كل قطاع على حدة لفهم مدى تأثره بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال “الحارثي”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رامي الحلواني ويارا مجدي، ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، إن الذكاء الاصطناعي يُستخدم على سبيل المثال في وسائل التواصل الاجتماعي لرصد وتحليل سلوك المستخدمين، وبناء نماذج تتنبأ باهتماماتهم وتطلعاتهم، ما يسهم في توجيه المحتوى إليهم بشكل مباشر.
وأضاف: "نحن لا نتحدث عن توقعات فقط، بل عن مراقبة حقيقية على مدار 24 ساعة، حيث نلاحظ أننا نتحدث عن شيء فنفاجأ بظهوره في إعلانات الفيسبوك مثلًا"، مشيرًا إلى صدور أحكام قضائية في عدد من الدول الأوروبية، لا سيما بحق شركة "ميتا" ومنصاتها المختلفة، بشأن استخدام وتحليل البيانات، وانتهاك خصوصية المستخدمين، وهو ما يسلط الضوء على خطورة هذا الملف.
وأوضح أن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي، خاصة في النماذج اللغوية، أدى إلى إنتاج محتوى يصعب على المستخدم العادي التفرقة بينه وبين المحتوى الحقيقي، سواء كان صوتيًا أو بصريًا، قائلًا: "المستخدم العادي لن يتمكن في الفترات المقبلة من تمييز ما إذا كان المحتوى حقيقيًا أم مفبركًا، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا".
وفيما يتعلق بسوق العمل، أوضح الحارثي أن الصورة الإيجابية التي كانت تُطرح سابقًا بشأن خلق وظائف جديدة نتيجة الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تعقيدًا، إذ إن الواقع يُظهر أن عدد الوظائف المفقودة يفوق عدد الوظائف المستحدثة، مستشهدًا بشركات عالمية كبرى تنفذ حاليًا عمليات تسريح واسعة في تخصصات مختلفة داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات، رغم أنها من أبرز المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي.
وشدد على أن المرحلة المقبلة ستفرض تحديات كبيرة على الشباب، حيث لن تحتاج الشركات إلا لنسبة ضئيلة من المتخصصين القادرين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية، مضيفًا: "من بين كل 100 شخص، قد تحتاج الشركات إلى 10 فقط".
وأوضح أن "الوكيل الذكي" أو "الوكيل البرمجي"، أحد أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم حاليًا في إدارة الملفات وتنفيذ المهام بشكل تلقائي، مؤكدًا أن هذا الملف بحاجة إلى مزيد من النقاش واستضافة خبراء متخصصين لشرحه بشكل أوسع.