اكتشاف ديناصور طائر في حجم راحة اليد عاش قبل 200 مليون سنة

. في كشف علمي مثير، أعلن باحثون من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان بالولايات المتحدة عن تحديد نوع جديد من الديناصورات الطائرة، عاش إلى جانب تلك الكائنات قبل ما يقرب من 200 مليون سنة.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يعتقد الباحثون أن هذا الكائن هو أقدم ديناصور طائر معروف تم العثور عليه في أمريكا الشمالية حتى الآن.
اكتشاف في عمق الرماد البركاني
عثر فريق الباحثين على عظمة الفك المتحجرة لهذا الكائن في منطقة نائية داخل منتزه الغابة المتحجرة الوطني في ولاية أريزونا الأمريكية، حيث كانت مدفونة في طبقات من الرماد البركاني تعود إلى 209 ملايين سنة.
ووجد العلماء هذه البقايا النادرة محفوظة بشكل استثنائي، ما أتاح للعلماء فرصة فريدة لفحصها بالتفصيل.
مخلوق بحجم راحة اليد
تشير التقديرات إلى أن هذا الديناصور كان صغير الحجم، إلى درجة أنه كان يمكن أن يستقر على كتف إنسان بالغ بسهولة.
وتشير الأسنان المتآكلة التي وُجدت داخل عظم الفك إلى أن الكائن ربما كان يتغذى على الأسماك، والتي كانت منتشرة في المنطقة القديمة المحيطة، وكثير منها يتمتع بقشور صلبة تحاكي الدروع.
اسم مستوحى من الطبيعة والمكان
أُطلق على النوع المكتشف اسم Eotephradactylus mcintireae، ويعني الاسم "إلهة الفجر ذات أجنحة الرماد" في إشارة إلى الرماد البركاني الذي حفظ العينة طوال هذه الحقبة الزمنية.
وسُمي النوع تكريماً لسوزان ماكنتاير، المتطوعة في مختبر الحفريات بالمتحف، والتي لعبت دوراً محورياً في الكشف عن هذه العينة بعد 18 عاماً من العمل في المجال.
لمحة عن بيئة قديمة مذهلة
في الزمن الذي عاش فيه هذا الزاحف، كانت أريزونا تقع قرب خط الاستواء ضمن كتلة قارية واحدة تُعرف بـ "بانجيا".
وكانت المنطقة غنية بالقنوات النهرية ومعرّضة للفيضانات الموسمية، والتي ساهمت في دفن وحفظ بقايا الحيوانات تحت الرواسب البركانية. وخلال عمليات التنقيب، اكتشف الباحثون أكثر من 1200 قطعة أحفورية، شملت عظاماً وأسناناً وبرازاً متحجراً وحتى قشور أسماك.
أدلة على انتشار السلاحف في العصر الترياسي
من بين الاكتشافات الأخرى في الموقع، وصف الباحثون نوعاً قديماً من السلاحف يملك درعاً شائكاً وقوقعة صغيرة نسبياً. يُعتقد أن هذا النوع عاش بالتزامن مع أقدم سلحفاة معروفة، والتي عُثر على بقاياها سابقاً في ألمانيا. يشير هذا إلى أن السلاحف ربما انتشرت بسرعة عبر قارة بانجيا، على الرغم من بطء حركتها وصغر حجمها.
نافذة جديدة على الماضي
يوفّر هذا الاكتشاف رؤية غير مسبوقة للحياة في أواخر العصر الترياسي، ويسلط الضوء على تنوع الكائنات التي عاشت آنذاك، وقدرتها على التكيف والانتشار في بيئات شديدة التغير. كما يبرز أهمية الجهود المتواصلة للمتاحف والعلماء والمتطوعين في الكشف عن تاريخ الأرض الدفين.