الدكتور هبة عادل تكتب: 30 يوليو.. إرادة شعب واستعادة وطن

في ذكرى 30 يوليو، تقف مصر أمام واحدة من أبرز محطاتها التاريخية الحديثة، يومٌ لم يكن مجرد امتداد لثورة شعب، بل كان لحظة مفصلية اتّحدت فيها الإرادة الشعبية مع القرار الوطني، لتصحيح مسار دولة كادت أن تُختطف.
جاء هذا اليوم بعد أن عبّر المصريون بوضوح في 30 يونيو عن رفضهم القاطع لحكم جماعة لم تستوعب جوهر الدولة المصرية ولا طبيعة المجتمع المصري، جماعة حاولت تفكيك المؤسسات، وتغيير هوية الوطن، والانقضاض على تاريخه ومقدراته.
وفي 30 يوليو 2013، أعلن الجيش المصري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي – آنذاك – انحيازه الكامل لإرادة الشعب، ليس بصفته سلطة، بل بصفته حاميًا للهوية الوطنية، وضامنًا لاستمرار الدولة المصرية العريقة. كانت هذه اللحظة إعلانًا عن استعادة الوطن، وتدشين مرحلة جديدة في التاريخ المعاصر.
لم يكن طريق الدولة بعد ذلك مفروشًا بالورود، بل وُوجهت القيادة المصرية بتحديات اقتصادية وأمنية وسياسية، داخليًا وخارجيًا. ولكن ما ميّز المرحلة هو وجود رؤية واضحة لبناء دولة حديثة قوية، تقوم على الاستقرار السياسي، والتنمية الشاملة، وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية.
أطلقت الدولة المصرية عشرات المشروعات القومية الكبرى، وأُعيد بناء البنية التحتية من الصفر، وبدأت خطوات جريئة في الإصلاح الاقتصادي، وحدث تحول كبير في قطاعات الطاقة، والصحة، والتعليم، والرقمنة، ومؤخرًا في ملف الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي كمحدد رئيس لمستقبل الدولة.
واليوم، ونحن نعيش في ظل الجمهورية الجديدة، لم يعد الحديث عن الحلم أمرًا عاطفيًا، بل واقعًا ملموسًا، نراه في المدن الجديدة، والعاصمة الإدارية، وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتمكين المرأة والشباب، وتكريس مفاهيم الدولة الرشيدة القائمة على التخطيط العلمي والإدارة الاستباقية.
إن 30 يوليو لم يكن مجرد حدث سياسي، بل لحظة وعي وطني فارقة، أعادت ضبط بوصلة الوطن، ورسّخت معادلة “الشعب والجيش معًا”، ومهّدت لمرحلة جديدة من السيادة والكرامة والتنمية.
تحية لكل مصري شارك في تلك اللحظة،
تحية لقيادة اختارت الوطن،
وتحيا مصر كما نحبها: آمنة، مستقرة، قوية، وعصية على الانكسار.