دراسة: نقص هذا المعدن وراء أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

بينما تتزايد معدلات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في العديد من دول العالم بشكل غير مسبوق، أشار أحد الأطباء البريطانيين إلى عامل غير متوقع هو المسؤول عن العديد من أعراض هذا الاضطراب وهو انخفاض مستويات الحديد في الجسم
وتحدث الدكتور علي أجاز، استشاري الطب النفسي، عبر حسابه على إنستجرام عن وجود علاقة وثيقة بين نقص مخزون الحديد في الجسم وظهور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مثل ضعف التركيز وضبابية التفكير وضعف الذاكرة وحتى زيادة الانفعال
وأوضح الدكتور أجاز أن الحديد يلعب دورًا أساسيًا في دعم إنتاج الدوبامين، وهو ناقل عصبي يساعد في تنظيم المزاج والدافع والتركيز، وأضاف أن انخفاض مستويات الحديد قد يسبب أعراضًا مشابهة تمامًا لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حتى لدى الأشخاص غير المصابين به، ما قد يؤدي إلى سوء فهم أو تشخيص غير دقيق للحالة
اختبارات تقليدية غير كافية
وأشار أجاز إلى أن اختبارات الدم التقليدية التي تقيس مستويات الحديد النشطة في مجرى الدم قد لا تعطي صورة دقيقة عن الوضع الحقيقي، نظرًا لتأثر هذه القيم بعوامل مثل تناول الطعام أو التوتر أو توقيت الفحص، وبدلًا من ذلك، نصح بالتركيز على قياس مستوى الفيريتين، وهو البروتين المسؤول عن تخزين الحديد في الجسم، معتبرًا أن هذا القياس يوفر تقييمًا أكثر دقة لمخزون الحديد
دراسات تؤكد العلاقة بين الحديد واضطراب فرط الحركة
ودعمت دراسات عدة هذه الفرضية، إذ أظهرت أبحاث فرنسية منذ عام 2008 أن نقص الحديد يرتبط بصعوبات التعلم والتهيج وضعف الأداء الأكاديمي لدى الأطفال، كما وجدت دراسة أجريت بجامعة كامبريدج في 2023 أن تحسين مستويات الحديد لدى النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ساهم في تحسين النوم والمزاج وتقليل الإرهاق لديهن.
ووفق دراسة أخرى تعود لعام 2022، تبين أن أكثر من 40% من النساء المصابات بهذا الاضطراب يعانين من انخفاض في مستويات الفيريتين
حلول بسيطة ولكن بحذر
يعد الحديد عنصرًا أساسيًا في الجسم، ضروريًا لصنع خلايا الدم الحمراء وتحفيز عمليات التركيز والطاقة، ويوصي الخبراء بالحصول عليه من مصادر غذائية طبيعية مثل اللحوم الحمراء والكبد والبقوليات والخضروات الورقية الداكنة، إضافة إلى المكملات الغذائية المتوفرة بدون وصفة طبية.
ويحذر الخبراء من الإفراط في تناول الحديد، حيث قد يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية خطيرة مثل فشل الكبد والسكري واضطرابات القلب وضعف الأداء الجنسي
ارتفاع التشخيص والجدل المستمر
تشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 2.5 مليون شخص في إنجلترا يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأن وصف الأدوية المرتبطة به ارتفع بنسبة 20% خلال العام الماضي، مع تزايد واضح في عدد النساء البالغات اللاتي يخضعن للعلاج، إلا أن بعض الخبراء يرون أن معايير التشخيص لا تزال غير دقيقة، ما يثير مخاوف من الإفراط في تشخيص الحالة خاصة في العيادات الخاصة، مدفوعة أحيانًا بشهادات المشاهير وتجاربهم الشخصية
في ظل هذا الجدل، تبدو دعوة الخبراء للتركيز على الفحوصات الغذائية والبحث عن الأسباب الخفية مثل نقص الحديد خطوة ضرورية لفهم أعمق وأشمل لهذا الاضطراب المعقد.