أسباب الطفح الجلدي لدى الأطفال.. والعلاج

عادة ما ينتاب الآباء القلق عندما يظهر على أطفالهم طفح جلدي بسبب الإصابة بالأمراض الجلدية المختلفة مثل الحمى القرمزية أو جدري الماء أو السعفة أو الحصبة أو حمى الأيام الثلاثة. وتستدعي هذه الأمراض استشارة الأطباء المختصين.

الحمى القرمزية: عند الإصابة بالحمى القرمزية يبدأ الطفح الجلدي حول الإبطين ومنطقة الفخذ؛ حيث تنتشر بدءا من هذه المنطقة بقع حمراء صغيرة في جميع أنحاء الجسم، وتكون هذه البقع في حجم رأس الدبوس، ولا يظهر الطفح الجلدي في المنطقة المحيطة بالذقن والفم فقط.

وأوضح ياكوب ماسكه، طبيب الأطفال والمراهقين في العاصمة الألمانية برلين، قائلا: "على الرغم من أن الطفح الجلدي يبدو مخمليا، إلا أنه لا يسبب حكة". وعلى العكس من الطفح الجلدي، الذي يظهر بسبب الإصابة بالحصبة أو الحصبة الألمانية، فإن الطفح الجلدي، الذي يظهر بسبب الحمى القرمزية يختفي عند الضغط عليه لفترة وجيزة بواسطة ملعقة خشبية، وعادة ما يختفي الطفح الجلدي بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع نهائيا ويتقشر الجلد.

وأضاف هيرمان جوزيف كال، طبيب الأطفال والمراهقين بمدينة دوسلدورف الألمانية، قائلا: "غالبا ما يصاحب الإصابة الحمى القرمزية ظهور آلام في الحلق وحمى". وتحدث الإصابة بالحمى القرمزية بسبب عدوى بكتيرية شديدة تعرف باسم المكورات العقدية من المجموعة A، ويتم علاج الحمى القرمزية لدى الأطفال من خلال استعمال المضادات الحيوية.

جدري الماء: عادة ما يصاحب الإصابة بجدري الماء طفح جلدي يسبب الحكة بشكل مزعج، وتبدأ الإصابة على شكل عقيدات باللون الأحمر الفاتح، تنتشر على الرأس والجذع، ثم تتحول إلى بثور بعد ذلك. وأضاف هيرمان جوزيف كال قائلا: "يمكن أن تظهر العقيدات على فروة الرأس وفي الأغشية المخاطية".

وتظهر البثور في حجم حبوب العدس وتمتلئ بالسوائل، ثم تنفجر بعد بضعة أيام، وتتشكل القشور في مرحلة الالتئام وتسقط في النهاية. وفي حالة الإصابة الفيروسية شديدة العدوى تظهر عدة أشكال من الطفح الجلدي، مثل عقيدات أو بثور أو بقع في نفس الوقت، وهنا يتم الحديث عن نمط الإصابة مثل السماء المرصعة بالنجوم، وأضاف الطبيب ياكوب ماسكه قائلا: "يساعد الغسول، الذي يتم وضعه على الجلد في التخلص من الحكة المؤلمة في بعض الأحيان".

السعفة: تظهر السعفة على شكل طفح جلدي على الخدين أو على الأنف في بعض الأحيان، وهذه البقع الحمراء تشبه شكل الفراشة، كما يمكن أن تنتشر هذه البقع الحمراء على الذراعين والساقين أيضا، ويصاحب هذا الطفح الجلدي ظهور حكة، وبعد ذلك تتحول البقع الحمراء إلى جعدات باللون الأحمر الشاحب، والتي تختفي بمرور الوقت.

وأوضح طبيب الأطفال هيرمان جوزيف كال قائلا: "غالبا ما يصاحب هذا المرض الفيروسي الإصابة بحمى ونزلات برد". وفي مثل هذه الحالات يجب الراحة في الفراش مع استعمال ضمادات ربلة الساق أو التحاميل لتخفيف من الحمى.

وبشكل عام لا تحتاج البقع الحمراء الناتجة عن الإصابة بالسعفة إلى علاج. وأشار الطبيب ياكوب ماسكه قائلا: "يتمثل العلاج هنا في الانتظار بكل بساطة". وبمجرد أن تلتئم السعفة فإن البشرة تحتاج للعناية المكثفة لعدة أسابيع؛ لأن الجلد يكون متقشرا وخشنا، وأضاف طبيب الأطفال قائلا: "من المفيد هنا استعمال حمامات الزيوت والمستحضرات الغنية".

حمى الأيام الثلاثة: يشير الاسم إلى طريقة تتطور المرض؛ حيث يتعرض الأطفال للإصابة بالحمى الشديدة لمدة تصل إلى 4 أيام، ثم تختفي بشكل مفاجئ، ويتبع ذلك ظهور طفح جلدي على منطقة الصدر والبطن والظهر، وقد يتنشر الطفح الجلدي بسرعة وفي وقت قصير للغاية ويشمل الذراعين والساقين ويمكن أن يظهر أيضا على الوجه.

وأضاف هيرمان جوزيف كال قائلا: "نادرا ما تتصاحب الحكة مع الطفح الجلدي، ويبدأ الطفح الجلدي في الاختفاء بعد يومين إلى ثلاثة أيام ولا يتطلب أي علاج خاص، ولكن يمكن الاستعانة بالأدوية الخافضة للحرارة وضمادات ربلة الساق للتخفيف من الحمى. ونظرا لفقدان الأطفال للسوائل بشدة عند الإصابة بالحمى، فإنه يجب تناول أكبر قدر ممكن من السوائل.

الحصبة: يمر هذا المرض الفيروسي شديد العدوى بمرحلتين؛ حيث يعاني المريض في المرحلة الأولى من أعراض مرضية تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال والتهاب الحلق، وأضاف طبيب الأطفال ياكوب ماسكه قائلا: "وبعد ذلك تظهر طبقات بيضاء على الغشاء المخاطي للفم، وتزداد الإصابة بالحمى ويتعرض الغشاء المخاطي في الفم للاحمرار".

وبعد مرور بضعة أيام تنخفض الحمى وتبدأ المرحلة الثانية من المرض بظهور الطفح الجلدي؛ ثم ترتفع الحمى مرة أخرى، وتشتد الأعراض المرضية المشابهة لأعراض الإصابة بالإنفلونزا وتظهر بقع صغيرة باللون الأحمر الفاتح على الجلد.

وأشار الطبيب الألماني هيرمان جوزيف كال قائلا: "عادة ما يبدأ الطفح الجلدي خلف الأذنين؛ ثم ينتشر على الوجه والجسم كله". وبعد ذلك تتحول البقع إلى اللون البني أو اللون البنفسجي وتختفي بعد سبعة أيام على أقصى تقدير، ثم يتقشر الجلد.

ويستلزم علاج الحصبة الراحة في الفراش مع استعمال الأدوية الخافضة للحرارة للتخفيف من الحمى بعد استشارة الطبيب المختص، وعادة ما يختفي المرض بدون أية مشكلات، ولكن نظرا لاحتمال حدوث مضاعفات في شكل نوبات حمى أو صعوبات في التنفس أو ضعف في الوعي والإدراك، فإنه يتعين على الآباء استشارة الطبيب المختص في حالة إصابة الأطفال بالحصبة.