الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: كيف تكون هادئ غير منفعل؟

كيف تحافظ على هدوئك واتزانك الانفعالي مع شخص دائمًا ما يحاول استفزازك ويستمتع بتوترك وانفلات أعصابك لتحقيق مآربه الشخصية؟
أول خطوة: تعوّد ألّا تبدو أمام الناس في صورة الشخص العصبي النرفوز، لأن هذا الانطباع، في حال انتشاره لدى من يعرفونك، سيجعلك دومًا وفي كل وقت عرضةً لاستفزازهم. فإدراك الآخرين لك بأنك عصبي ونرفوز وانفعالي، يجعلهم باستمرار يلجؤون لإثارتك بسهولة في أي وقت وأي موقف، لأنهم عرفوا حدودك، وعرفوا "ديتك"، وبالتالي من السهل عليهم أن يوقعوك في الخطأ ويستغلوك. لذلك، لا تمنحهم هذه الفرصة، وفوّت عليهم هذا الأمر، ولا تجعلهم يضعونك في إطار "الشخصية الانفعالية".
لكل ما سبق، درّب نفسك على الخطوات التالية:
أولًا:
حدّد بدقة الأسباب التي تجعل من يحاورك يلجأ إلى استفزازك، وقل لنفسك بينك وبين نفسك: لن أجعله ينال مني، فأنا أقوى من التورط والوقوع فيما يرسمه لي الآخر. هذه هي الخطوة الأولى في إدارة الغضب والانفعال.
ثانيًا:
استمع جيدًا لما يقوله محاورك المستفز، ولا تقاطعه، ولا تعلق على كلامه حتى ينتهي تمامًا من حديثه المستفز، لأن كثرة الرد وسرعته على كل جزء سيزيدان من توترك، وبالتالي يرفعان من سقف انفعالاتك. اتركه "يبعبع" ???? ولا تعطه مادة ليزيد من استفزازك.
ثالثًا:
قابل استفزازه بابتسامة عريضة، حتى تُشعره بأن ما يقوله لا يرقى إلى مستوى اهتمامك، مما يجعله يشعر بالإحباط، وتقلّ دافعيته لاستفزازك.
رابعًا:
مارس لعبة "تبادل الأدوار" مع من يستفزك ويحاول إثارتك، بأن ترد عليه بثبات وتقول له إن كلامه غير دقيق، وأنك لا تعرف ماذا يقصد (ادّعِ جهلك بما يقول)، على أساس أنه هو الجاهل. حينئذٍ سيتحول الانفعال إليه، ويقلّ عندك نسبيًا.
خامسًا:
إذا وجدت من يحاورك بدأ يضغط عليك ويستفزك، في هذه اللحظة اطرح عليه بعض الموضوعات الفرعية البعيدة عن الموضوع (خلّيه يتوه)، حتى يتشتت انتباهه ويقلّ تركيزه معك.
سادسًا:
استخدم أسلوب "العدوان اللفظي الساخر" على بعض كلمات الشخص المستفز، لأنه سينشغل بكيفية الرد عليك، مما يقلل تباعًا من ضغطه عليك، وبالتالي يحدّ من انفعالك، ويجعلك تحتفظ بهدوئك.