كبير باحثين بالأزهر: النشوز ليس حكرًا على المرأة.. والرجل قد يُدان أيضًا
أكد الشيخ طارق نصر، كبير باحثي الأزهر الشريف سابقًا، أن النشوز ليس حكرًا على المرأة وحدها، بل يمكن أن يصدر من الرجل أيضًا، مشددًا على أن الحياة الزوجية شراكة متكاملة بين الطرفين، تتطلب التفاهم والاحترام المتبادل.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، في حديثه أن القرآن الكريم استخدم تعبيرًا بالغ الدقة حين قال تعالى: وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا"، مشيرًا إلى أن اختيار لفظ "امرأة" بدلًا من "زوجة"، و"بعلها" بدلًا من "زوجها"، يعكس افتقاد العلاقة إلى روح الألفة والمودة والرحمة، وهو ما يُخرجها من إطار الزوجية السوية.
وأضاف الشيخ نصر أن "البعولة" تُستخدم في النصوص الشرعية عندما يحدث خلل في العلاقة الزوجية، بينما يُستخدم "الزوج" في سياق الاستقرار والتكامل الأسري ومن هنا، فإن القرآن الكريم يقرّ بأن النشوز لا يقتصر على المرأة، بل قد يصدر أيضًا من الرجل إذا تعمد الإضرار بزوجته، سواء بإهمال حقوقها الشرعية أو بممارسات قاسية تفتقد للرحمة والعدل.
وشدد على أن النشوز لا يعاقب عليه بل يُعالج بالصلح والحوار، وفقًا لما جاء في الآية الكريمة: "فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ"، مؤكدًا أن الإسلام يُعلي من قيمة التفاهم في حل الأزمات الزوجية.
وختم بقوله: "حين يُتهم الرجل زوجته بالنشوز، فعليه أن يراجع نفسه أولًا، لأن الزوج قد يكون هو الآخر ناشزًا ومقصّرًا، وهذا أمر لا يتنافى مع منطق القرآن الكريم ولا مع قواعد العدالة".
