واشنطن تتجاهل.. وأوروبا تحذر: تسليح تل أبيب لميليشيا ”القوات الشعبية” يهدد الاستقرار

وصف المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مركز أبحاث في نيويورك، "القوات الشعبية" التي يقودها ياسر أبو شباب بأنها "جماعة مسلحة وعصابة إجرامية فلسطينية"، ويقدر أن لديها "عدة مئات من الأعضاء، معظمهم من عشيرة أبو شباب التي يزعم أن لها صلات بـ’داعش‘". وبينما يواجه نتنياهو انتقادات بسبب تسليحه للميليشيات، لكن ثمة من يدافع عن "التكتيك" بالنظر إلى أولوية هزيمة "حماس".
خلال وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من المحاكمات التي تتعلق بتهم فساد، فإنه "بيبي" -كما يُعرف داخلياً- يواجه طوفاناً من نوع آخر، بعدما ألقى السياسي اليميني المتطرف ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرلمان قنبلة قبل أيام، كاشفاً عن قيام رئيس الوزراء بتسليح عصابات في غزة على صلة بتنظيم "داعش" الإرهابي.
بدأ الأمر عندما قال ليبرمان في مقابلة مع قناة "كانال 12" الإسرائيلية الأربعاء الماضي إن نتنياهو قام بنقل أسلحة إلى عشائر مرتبطة بتنظيم "داعش" داخل قطاع غزة لتقويض "حماس" من داخل أراضيها، بينما نفت الجماعة التي تعرف بـ"القوات الشعبية" أية صلة، مُدعية أنها تعمل بموجب تفويض من السلطة الوطنية الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.
لكن الأمر أثار على الفور فضيحة داخل إسرائيل في شأن كيفية إدارة حكومة نتنياهو للحرب في غزة. وبينما هاجم مكتب رئيس الوزراء تصريحات ليبرمان إلا أنه لم ينفها، إذ سعى مكتب نتنياهو في بيان الرد إلى تبرير تسليحه لتلك الجماعة قائلاً إن إسرائيل تعمل على هزيمة "حماس" بطرق مختلفة، بناءً على توصية جميع رؤساء الأجهزة الأمنية.
ولاحقاً، تطرق نتنياهو إلى الموضوع، مؤكداً أن هذه الخطوة اتخذت بناءً على توصيات الجهات الأمنية، وقال "ما الخطأ في ذلك؟ هذا أمر جيد. إنه ينقذ حياة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي". وانتقد نتنياهو إفصاح ليبرمان عن هذه المعلومات، معتبراً أن ذلك "لم يخدم سوى ’حماس‘" ووصف الأمر بأنه "بالغ الخطورة".
وخلال الأيام القليلة الماضية حظي الأمر زخماً أوسع بعدما سمحت الرقابة العسكرية بنشر بعض المعلومات حول هذه الجماعة التي تسمي "القوات الشعبية" وزعيمها ياسر أبو شباب وهو من سكان رفح، إذ ظهرت تفاصيل مقلقة عن أعضاء هذه الميليشيات وأنشطتهم السابقة والحالية، وروابطهم بجماعات إرهابية متطرفة.
وفق ما جاء ضمن صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن أبو شباب رجل في أوائل الثلاثينيات من عمره يتحدر من عائلة بدوية فقيرة شرق رفح وأسس ما يعرف محلياً بـ"القوات الشعبية"، فيما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن أبو شباب يتحدر من قبيلة الترابين البدوية المنتشرة في كل من غزة وسيناء.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لموقع "واينت" الإسرائيلي، فإن هذه المجموعة لا تكتفي بمحاربة "حماس" فحسب، بل هي منظمة مسلحة بصورة كبيرة ولها سجل من الأنشطة الإرهابية ضد إسرائيل نفسها، إضافة إلى صلات بتنظيم "داعش" وتاريخ إجرامي.
وأفادت مصادر مقربة من قائد الميليشيات بأن أبو شباب تورط منذ الصغر في تجارة المخدرات وبخاصة الحشيش والحبوب المخدرة، ثم عمل في "حراسة شاحنات المساعدات الإنسانية" التي تدخل غزة، وهو الدور الذي يُقال إنه استغله لسرقة البضائع والانخراط في نهب منهجي للمساعدات.
وبحسب ما أفادت به مصادر مجهولة للصحافة الإسرائيلية، فإنه قدم "خدمات أمنية" لقوافل مساعدات تابعة للصليب الأحمر ووكالة الأونروا والأمم المتحدة، لكنه عملياً كان يبيع البضائع التي يحصل عليها من خلال هذا الدور.
وذكر مصدر في الأمم المتحدة لموقع "واينت"، أن اسم أبو شباب ورد في مذكرة داخلية باعتباره مسؤولاً عن نهب واسع النطاق للمساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة.
ويقود أبو شباب حالياً مجموعة مسلحة من نحو 300 شخص من سكان غزة، بعضهم من السجناء المفرج عنهم من سجون "حماس".
وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أن نحو 30 عائلة داخل شرق رفح تؤيده وتوفر له قاعدة دعم محلية، وأنه ومجموعته يتمتعون بحماية نسبية، إذ إن وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة يقلل من احتمال تنفيذ غارات جوية، كما أن هذا الوجود يوفر غطاء ضد انتقام محتمل من "حماس".
وعلى رغم تعاون الميليشيات حالياً مع الجيش الإسرائيلي ضد "حماس"، تشير تقارير إلى أن أعضاءها شاركوا في إطلاق صواريخ على إسرائيل سابقاً، ولديهم اتصالات مع فصائل تابعة لتنظيم "داعش".
وقال أحد المقربين من أبو شباب لموقع "واينت"، "نراهن على أن الجماهير ستنتفض ضد ’حماس‘. لدينا دعم واسع، وأبو شباب يعد بطلاً لا يخشى أحداً".
وحظيت "القوات الشعبية" بتغطية إعلامية للمرة الأولى خلال مايو 2024 عندما شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على مدينة رفح الجنوبية، وعملت في بعض الأحيان تحت اسم "جهاز مكافحة الإرهاب" وفي مقابلة خلال ديسمبر 2024 مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أقر أبو شباب بأن مجموعته تورطت في سرقة المساعدات الإنسانية من القوافل بعد اتهامها من قبل عدد من سائقي الشاحنات وعمال الإغاثة والسكان المحليين. وجادل آنذاك بأن هذه الأعمال تمت بدافع الضرورة للبقاء على قيد الحياة، خلال وقت كانت فيه "حماس" متهمة أيضاً بمداهمة الإمدادات وإعادة بيعها لجمع الأموال، وهو ما نفته "حماس".
ويصف المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (مركز أبحاث أميركي في نيويورك) "القوات الشعبية" بأنها "جماعة مسلحة وعصابة إجرامية فلسطينية"، ويقدر أن لديها "عدة مئات من الأعضاء معظمهم من عشيرة أبو شباب التي يزعم أن لها صلات بـ’داعش‘". ومن ناحية أخرى، يقدر الجيش الإسرائيلي أن قوة "حماس" قبل الحرب كانت تبلغ نحو 30 ألف مقاتل.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن أبو شباب اعتقلته "حماس" لفترة من الوقت، حتى تمكن من الفرار وسط الغارات الجوية الإسرائيلية. وورد أن عدداً من أفراد "القوات الشعبية" قتلوا واحتجزوا على يد "حماس"، بما في ذلك ضمن عمليات نفذت خلال الأيام الأخيرة.
غير أن من التفاصيل اللافتة والمثيرة للجدل هو ما يتعلق بواحد من أبرز أعضاء الميليشيات يُدعى عصام نباهين ويبلغ من العمر33 سنة، وهو من مخيم النصيرات وسط غزة، إذ وفق ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نباهين قاتل مع تنظيم "داعش" داخل سيناء ضد الجيش المصري، وعاد إلى غزة قبيل اندلاع الحرب خلال السابع من أكتوبر 2023، ووثق وهو يطلق صواريخ على إسرائيل. ووفقاً للمصادر، حُكم عليه بالإعدام لكنه فر من السجن خلال اليوم الأول من الحرب.
وعلى رغم أن التقارير تتحدث عن تسليح إسرائيل لتلك العناصر خلال العامين الماضيين فحسب، لكن التفاصيل الواردة في الصحافة الإسرائيلية دفعت بتساؤلات في شأن حقيقة تورط إسرائيل في دعم تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، والذي ظهر أولاً خلال نوفمبر 2014 تحت اسم تنظيم "أنصار بيت المقدس"، معلناً ولاءه لزعيم "داعش" في العراق وسوريا أبو بكر البغدادي. ومنذ ذلك الحين وحتى إعلان مصر القضاء على الإرهاب داخل سيناء عام 2021، ارتفعت نسبة الهجمات في شبه الجزيرة المصرية بنسبة 130 في المئة.
ونفذ تنظيم ولاية سيناء عمليته الكبرى خلال الأول من يوليو 2015، حين هاجم ما لا يقل عن 300 مقاتل مدينة الشيخ زويد وسيطروا عليها لفترة قصيرة، قبل أن تتمكن التعزيزات والقوة الجوية المصرية من دحرهم وسقط في المعركة نحو 64 قتيلاً للجيش المصري. وبقيت الهجمات تحدث على نطاق أضيق حتى شهر يوليو 2020 حين احتل التنظيم أربع قرى، نزح سكانها ولم يتمكنوا من العودة إلا بعدما أخرج الجيش التكفيريين منها خلال أكتوبر من العام نفسه ونفذ التنظيم هجمات عدة إرهابية شهيرة، أبرزها تفجير الطائرة الروسية "ميتروجيت" خلال الرحلة 9268 التي قتل جميع ركابها وطاقمها الـ224 شخصاً عام 2015.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من جانب مصر في شأن الدور المحتمل لإسرائيل في دعم عناصر من تنظيم "داعش"، ولم يرد المتحدث باسم الخارجية المصرية على طلبنا بالتعليق حتى نشر هذه السطور.
وجاء في تقرير لشبكة "قدس" الإخبارية أن عضواً في "القوات الشعبية" يُدعى "أ.ن." وُصف بأنه اليد اليمنى لأبو شباب، اعتُقل بتهمة قتل ضابط شرطة قبل بدء الحرب في غزة والتواطؤ مع إسرائيل.
ووصف تقرير صادر عن وكالة "الرسالة" الفلسطينية المعتقل بأنه "تكفيري" سافر سابقاً إلى سيناء، وفقاً لمصادر أمنية لم تذكر أسماء أفرادها.
وحدد التقرير عضواً قيادياً آخر في "القوات الشعبية" وهو غسان الدهيني الذي قيل إنه بايع تنظيم "داعش" عام 2015 وشارك في اختطاف صحافي "بي بي سي نيوز" آلان جونستون خلال مارس 2007، والذي أطلق سراحه خلال يوليو من العام نفسه.
عضو آخر في الميليشيات هو غسان الديني شقيق وليد الديني، وهو عنصر في تنظيم "داعش" قتل على يد "حماس"، وكان غسان شارك في خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، ويعمل الآن ضمن "القوات الشعبية" على رغم انتمائه الرسمي لحركة "فتح".
ووفق الصحف الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح مراراً بأنه "لن تكون هناك فتحستان في غزة"، إلا أنه وفق "يديعوت أحرونوت" فإن مصادر في السلطة الفلسطينية أفادت بأن مجموعة أبو شباب تتلقى رواتب عبر السلطة الفلسطينية، وتحت رعاية مباشرة من المسؤول الأمني الكبير في غزة بهاء بلوشة. وأضافت المصادر أن هناك توتراً قائماً بين بلوشة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة ماجد فرج في شأن مدى دعم هذه المجموعة. ووفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، من المتوقع أن تنشط ميليشيتان إضافيتان قريباً إحداهما في بيت لاهيا شمال غزة، والأخرى وسط القطاع.
وقال مسؤول أمني فلسطيني رفيع في تصريح صحفي، "في الواقع، هذه قوة مسلحة تحظى بدعم متزامن من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والقيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان، بينما تعمل علناً ضد ’حماس‘".
وعلى رغم أن عائلة أبو شباب تبدي معارضة علنية لـ"حماس" وتعد قريبة من "فتح"، فإنها كانت متورطة في الهجوم الدموي الذي وقع داخل رفح عام 2004 والمعروف بـ"كارثة المدرعة"، وهو هجوم مزدوج أسفر عن مقتل 13 جندياً إسرائيلياً بينهم سبعة في رفح. وخلال نوفمبر 2024، نجا ياسر أبو شباب من محاولة اغتيال في المستشفى الأوروبي داخل خان يونس، وقُتل اثنان من مساعديه ضمن مكمن نفذته "حماس"، وهما شقيقه فتحي أبو شباب وماجد أبو دكار، بينما تمكن هو من الفرار.
وداخلياً يواجه نتنياهو غضباً واسعاً في شأن استراتيجيته القائمة على تسليح الميليشيات والسرية التي أحاطت بها، منددين بها باعتبارها استمراراً لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسماح بتحويل ملايين الدولارات نقداً من قطر إلى غزة بدءاً من أواخر عام 2018. واتهموه بتقوية "حماس" في الماضي كبديل لفصيل "فتح" الفلسطيني المنافس، والآن تسليح العصابات كبديل لـ"حماس".
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عبر حسابه على "إكس"، "ما أن انتهى نتنياهو من تسليم ملايين الدولارات لـ"حماس"، انتقل إلى تزويد مجموعات في غزة تابعة لتنظيم "داعش" بالأسلحة، وكل ذلك بصورة مرتجلة ودون أي تخطيط استراتيجي، وكل ذلك يؤدي إلى مزيد من الكوارث".
وفي المقابل، قال عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم "حماس" باسم نعيم إن المجموعة ليس لها تأثير كبير في غزة. وأضاف نعيم في تصريحات لصحيفة "نيوزويك" الأميركية أن "لأكثر من 20 شهراً فشلت إسرائيل في خلق بديل فلسطيني للمقاومة لتحقيق أهدافها في غزة، سواء من خلال خلق الفوضى أو إدارة قطاع غزة. والآن، تحاول مرة أخرى من خلال مجموعة من المجرمين والمتطرفين خلق بديل".
وأضاف "هذه المجموعة منبوذة بين الفلسطينيين، بعضهم عملاء وآخرون تجار مخدرات ولصوص، أو متطرفون مرتبطون بـ’داعش‘". وعدَّ نعيم أن "إسرائيل لن تنجح مرة أخرى" في استراتيجيتها، "لأنهم ينسون تعريف (الفيزيائي الألماني ألبرت) أينشتاين للجنون بأنه ’استخدام نفس المدخلات وتوقع نتائج مختلفة‘". وقال نعيم "هذه المجموعات لا تشكل تهديداً لأحد وهي منبوذة فلسطينياً، والشيء الوحيد الذي تستطيع فعله هو القتل واللصوصية".
لكن على جانب آخر، أبدى مصدر أمني إسرائيلي تحدث لقناة "أي 24 نيوز" العبرية انزعاجه من كشف ليبرمان هذه المعلومات، وقال إن إسرائيل تنقل بالفعل أسلحة إلى جماعات في غزة حتى يتمكنوا من محاربة "حماس"، وأن هذه العملية التي تتم منذ عامين، فيما لم يُبلغ أعضاء مجلس الوزراء بها بناءً على توصية الوكالات الأمنية. وأضاف المصدر قائلاً "لقد صدمنا لرؤية ليبرمان يدلي بهذا التسريب الخطر"، "اتضح أنه لا توجد حدود للسخرية والشعبوية للمتملقين والطموحات السياسية الضيقة. يجب أن تكون هذه الأشياء خطاً أحمر صارخاً لأي شخص يهتم بأمن البلاد. إنهم يؤذون جنودنا أولاً وقبل كل شيء، ويعرضون رهائننا للخطر". وعلى رغم إمكانية استخدام هذه الأسلحة ضد إسرائيل في نهاية المطاف، قال المصدر إن مصلحة إسرائيل ليست تعريض حياة الجنود للخطر، بل إيجاد طرق أخرى لمحاربة "إرهابيي ’حماس‘" عندما يكون ذلك ممكناً.
وفي مقال ضمن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، دافع جون سبنسر الذي قاد جنوداً أميركيين خلال حرب العراق عن استعانة نتنياهو بعناصر متطرفة، قائلاً إن "هذا ليس رهاناً يائساً"، بل "استراتيجية مستفادة ومترسخة تاريخياً، وإحدى أكثر الأدوات فعالية في الحرب غير المتكافئة". وذكر تحولاً مماثلاً في بغداد عام 2008 عندما قامت القوات الأميركية بتسليح زعماء العصابات المحلية والجماعات القبلية، بعضها كان له صلات سابقة بهجمات مناهضة للقوات الأميركية، لاستخدامهم ضد تنظيم "القاعدة" في العراق. ويقول إن هذا النهج، الذي كان جزءاً من حركة "صحوات العراق" الأوسع، أضعف سيطرة "القاعدة" بصورة كبيرة وساعد في استقرار المدن.
وعلى رغم إقراره بأخطار تمكين الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك المخاوف في شأن تسليح فصائل مرتبطة بتنظيم "داعش" كما حذر ليبرمان، يرى سبنسر الذي يشغل حالياً منصب رئيس دراسات الحرب لدى معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت داخل الولايات المتحدة، أن هذه المخاوف "لا تلغي منطق التكتيك". ويشير إلى الوضع المعقد أخلاقياً واستراتيجياً في سوريا مع أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام"، الذي أصبح لاحقاً أحمد الشرع رئيس سوريا، وهو عضو سابق في تنظيم "القاعدة" و"يعمل الآن كسلطة بحكم الأمر الواقع". وهذا، كما يقول سبنسر، يؤكد أن "شخصية الفاعل في مرحلة ما بعد الحرب تعد شاغلاً ثانوياً للفوز بالحرب نفسها"، ومثلما كانت الأولوية في سوريا هي إسقاط نظام الأسد، "ففي غزة، الأولوية القصوى هي هزيمة ’حماس‘".