خالد الجندي: «الضرر يزال» قاعدة شرعية تحفظ للناس أموالهم وأعراضهم وأنفسهم

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن من القواعد الكبرى في الشريعة الإسلامية قاعدة "الضرر يُزال"، والتي تدعمها أدلة قطعية من السنة النبوية، مشيرًا إلى الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه"، وهو حديث رواه مسلم ويُعد من أعظم أحاديث الأمة وأكثرها شمولًا.
وأكد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن هذا الحديث يلزم المسلم بعدم التعرض لأي إنسان بضرر في هذه الجوانب الثلاثة: "الدم" بعدم القتل أو الإيذاء، و"المال" بعدم أكل حقوق الناس أو التعدي على المال العام، و"العرض" بعدم الخوض في الأعراض أو نشر الشائعات، خصوصًا في مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة لارتكاب هذا الإثم.
وأوضح الجندي أن مظاهر التعدي على أموال الناس كثيرة، منها الاستيلاء على المال العام، أو رفع الأسعار دون وجه حق، أو الغش، أو التهرب من سداد الديون، مشيرًا إلى أن كل هذه التصرفات تدخل تحت نطاق "الضرر" الذي يجب إزالته شرعًا.
وحذر الجندي من مظاهر الضرر في الطريق العام، كقيام بعض الأفراد بحفر الشوارع أو إقامة مطبات صناعية من تلقاء أنفسهم دون الرجوع للجهات المختصة، مؤكدًا أن ذلك يسبب كوارث مرورية، ويتنافى مع روح الشريعة التي جاءت لدفع الضرر.
وأكد على أن احترام دماء الناس وأموالهم وأعراضهم ليس مجرد توجيه أخلاقي، بل هو تشريع إلهي واجب الالتزام به، داعيًا المسلمين إلى أن يكونوا أمناء على بعضهم البعض، وأن يتقوا الله في تعاملاتهم.