مصطفى الفقي: بين كل 3 إيرانيين هناك جاسوس.. وطهران تغرق في بحر من التجسس

أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، أن المواجهة الدائرة حاليًا بين إسرائيل وإيران أصبحت مواجهة ثنائية مباشرة، بدون أذرع، ولها جذور لا تخلو من أبعاد تاريخية وثقافية وحضارية، موضحًا أن لكل طرف من أطراف الصراع أهدافًا متعددة، إذ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك جيدًا أن الظروف الحالية في المنطقة، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، تُعد أنسب توقيت لتحقيق أحلامه وتنفيذ سياساته، مستغلًا ما يحدث كمبرر أمام المجتمع الدولي للقيام بما يرغب فيه من إجراءات توسعية أو هجومية.
وأشار “الفقي”، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المُذاع عبر شاشة “أم بي سي مصر”، إلى أن نتنياهو يحاول أيضًا توظيف الخلاف الإيراني-الأمريكي بما يخدم طموحاته السياسية والعسكرية، ويتحرك انطلاقًا من هذه الرؤية لمواجهة إيران، في ظل دعم داخلي وخارجي، منوهًا بأن إيران تعاني من تغلغل عمليات التجسس، "تعوم في بحر من الجاسوسية"، قائلاً: "بين كل ثلاثة إيرانيين هناك جاسوس دولي".
وشدد على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "وضع الزيت على النار"، موضحًا أنه صاحب الشخصية المربكة التي لا تمتلك تصورًا واحدًا، بل تتسم بالمواقف المتضاربة وغير المتوقعة، حيث قد يتخذ قرارًا ويعارضه في اللحظة نفسها، مشيرًا إلى أنه يعيش حالة من الارتباك الشديد، موضحًا أن إسرائيل تستهدف من هذه الحرب تغيير شكل النظام السياسي الإيراني ومنع إيران من امتلاك السلاح النووي أو حتى العودة إليه مجددًا، مشددًا على أن هذا الهدف ليس سهل التحقيق.
وتابع: "أزعم بأن النصر العسكري قد يكون من نصيب إسرائيل، القوة تهزم الشجاعة، والجانب العسكري محسوم لصالح إسرائيل"، مشيرًا إلى أن إيران نجحت بالفعل في إحداث هزات أمنية داخل إسرائيل، عبر استهداف الداخل الإسرائيلي وتدمير منازل، مما جعل الأمن الإسرائيلي في خطر، مؤكدًا أن ما حدث خلال الأيام الماضية لم يشهده التاريخ من قبل، في إشارة إلى استمرار قصف المدن الإسرائيلية لمدة خمسة أيام متتالية، مشددًا على أن إسرائيل ما زالت قائمة على أسطورة السلاح الجوي، وهو ما يبرهن على تقدمها العسكري والتكنولوجي.