دراسة نحذر: لقاح الإنفلونزا يؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة

أثار بحث علمي حديث قلقًا متزايدًا بشأن تأثيرات لقاح الإنفلونزا على صحة المرأة، تحديدًا في ما يتعلق بانتظام الدورة الشهرية.
ووفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة أوريجون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة، فإن اللقاح الذي يُمنح لملايين النساء سنويًا قد يتسبب في تغييرات طفيفة ولكن ملحوظة في توقيت ومدة الدورة الشهرية، خصوصًا إذا تم أخذه في النصف الأول منها.
بيانات دقيقة وتغيرات محدودة
شملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 1500 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا. من بين المشاركات، تلقت 791 امرأة لقاح الإنفلونزا فقط، بينما تلقت 710 نساء لقاحي الإنفلونزا وكوفيد معًا.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أظهرت النتائج أن النساء اللواتي حصلن على لقاح الإنفلونزا فقط شهدن زيادة متوسطة في مدة دورتهن الشهرية بمقدار نصف يوم، فيما لاحظت امرأة من كل عشرين تغيرًا واضحًا تجاوز ثمانية أيام.
التوقيت يحدد التأثير
وأظهرت النتائج أن التأثير لم يكن عامًا على جميع النساء، بل وُجد أن التغير في الدورة يحدث فقط إذا تم التطعيم خلال المرحلة الجرابية من الدورة الشهرية، وهي الفترة التي تسبق الإباضة وتبدأ مع أول يوم من نزول الحيض وتستمر حوالي 13 إلى 14 يومًا.
ويُرجّح العلماء أن السبب يعود إلى التفاعل بين الجهاز المناعي والهرمونات الجنسية، وهو ما يؤدي إلى اضطراب مؤقت في إنتاج هذه الهرمونات.
أبحاث مهملة وتحذيرات محتملة
اللافت أن العلاقة بين التطعيم والدورة الشهرية ظلت مهمَلة في معظم الأبحاث السابقة، رغم التقارير المتكررة من النساء حول تغيرات لاحظنها بعد التطعيم، وهذا ما جعل نتائج الدراسة محل اهتمام خاص، خصوصًا أنها تُضاف إلى نقاش واسع حول سلامة اللقاحات وتأثيرها على الصحة الإنجابية، وهو نقاش استغلّه سابقًا مناهضو اللقاحات رغم رفض المجتمع العلمي لادعاءاتهم بشأن الخصوبة.
توصيات للنساء والممارسين الصحيين
أكد الباحثون أن هذه التغيرات لا تُعد مقلقة في حد ذاتها، بل مؤقتة وغالبًا ما تزول دون أي تدخل طبي. ومع ذلك، نبهوا إلى ضرورة توعية النساء بإمكانية حدوث هذه التغيرات، لتقليل القلق وتعزيز الثقة باللقاحات. كما أوصوا بأن تأخذ النساء توقيت التطعيم في الحسبان إذا كنّ يرغبن في تجنب أي اضطراب مؤقت في دورتهم الشهرية.
رغم أهمية النتائج، أشار الفريق البحثي إلى أن حجم العينة النسائية في الدراسة لا يعكس التنوع الكامل للنساء في المجتمع، ما يعني ضرورة إجراء دراسات موسعة وأكثر شمولاً مستقبلاً. وفي الوقت ذاته، حثوا على دمج صحة الدورة الشهرية بشكل منهجي في الأبحاث السريرية المتعلقة باللقاحات.