عمرو موسى: إسرائيل تنفذ مشروعًا استعماريًا لإنهاء القضية الفلسطينية

أكد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن الأحداث الجارية منذ أكثر من عام في قطاع غزة والضفة الغربية تكشف بوضوح أن إسرائيل تنتهج سياسة استعمارية تهدف إلى السيطرة الكاملة على فلسطين، مما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأوضح خلال مشاركته في الندوة الفكرية "حرب الوعي والرواية ومستقبل الصراع في المنطقة"، التي نظمها منتدى الحموري الثقافي للتنمية الثقافية بحضور عدد من رؤساء الوزراء السابقين والشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، أن هناك الآن محاولات لإيجاد أماكن لجوء للفلسطينيين، مشيراً إلى أن الحديث في هذا السياق شمل مصر والأردن. كما شدد على موقف البلدين الرافض للتهجير القسري، مؤكداً أن هذا الأمر يمثل إنهاءً للقضية الفلسطينية، وهو سيناريو غير مقبول إطلاقًا، بل سيكون بمثابة تحول تاريخي خطير.
أشاد موسى بتصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التي أكد فيها أن "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين"، لافتًا إلى أهمية هذه الرسالة في مواجهة مخططات التهجير. كما أشار إلى القمة السداسية التي عُقدت في مصر بمشاركة ست دول عربية، حيث تمحور الاجتماع حول تنسيق المواقف العربية إزاء القضية الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق بمخططات تهجير سكان غزة.
وأكد موسى أن المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، لا تزال تشكل مجموعة محورية في الملف الفلسطيني، نظرًا لارتباطها المباشر بالقضية ومعرفتها العميقة بتفاصيلها. كما دعا إلى تحرك عربي حاسم من خلال عقد قمة طارئة مع الرئيس الأمريكي لمناقشة إمكانية تنفيذ جزء من مبادرة السلام العربية لعام 2002، معتبراً أن هذه الخطوة قد تمثل نقطة انطلاق جديدة في التعامل مع الأزمة.
وأشار إلى أن المنطقة تمر بمرحلة غير مسبوقة من التعقيد، قد تشكل نقطة فاصلة بين حقبتين، مستذكرًا كيف بدأ الحديث في العقود الماضية عن "الشرق الأوسط الجديد"، الذي سعى لإحداث تغييرات جذرية عبر نشر الفوضى. وأضاف أنه لو كانت الشعوب العربية تعيش في حالة من الاستقرار، لما نجحت هذه السياسات في تحقيق أهدافها، مؤكداً أن التحولات التي شهدها العالم العربي منذ عام 2011 أحدثت اضطرابات كبيرة دون أن تسفر عن تغييرات حقيقية.
وأوضح موسى أن المنطقة تواجه الآن مرحلة ثانية من التغيير، حيث تُطبَّق سياسات إعادة التشكيل على دول الهلال الخصيب، التي تضم فلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، والأردن، وحتى إسرائيل. وأكد أن هذه الاستراتيجية بدأت من خلال استهداف القضية الفلسطينية، حيث عملت إسرائيل منذ سنوات طويلة، وبدعم من قوى كبرى، على تهميش هذه القضية وإزاحتها من أولويات المجتمع الدولي.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى محو أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية، مستندًا إلى قرارات صهيونية واضحة تنص على أنه "لا مكان لدولة فلسطينية" في المنطقة، معتمداً على دعم دولي يهدف إلى تصفية القضية تمامًا. وأوضح أن حل الدولتين أصبح مجرد طرح غير واقعي في ظل السياسة الإسرائيلية الحالية، التي تستند إلى ممارسات استعمارية مدعومة من قوى كبرى.
وفيما يتعلق بالمقاومة، أكد موسى أن هناك اختلافات في الرؤى بشأن الأسس التي تقوم عليها بعض الفصائل الفلسطينية، لكنه شدد على الرفض القاطع للإجراءات الإسرائيلية القمعية ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أهمية الوعي المجتمعي في مواجهة محاولات طمس الحقائق التاريخية وخلق روايات مضللة تخدم أطرافًا بعينها على حساب حقوق الفلسطينيين.






