خبراء يحذرون من تقلب المزاج في اكتئاب الخريف.. كيف تتجاوز الأمر؟

مع بداية فصل الخريف وتغيّر الأجواء بين الحرارة والبرودة، يشعر كثيرون بتقلبات في المزاج وإحساس بالخمول أو فقدان الحماس، وهي ظاهرة يصفها الخبراء بـ«اكتئاب الخريف»، الناتج عن اضطراب الساعة البيولوجية للجسم وانخفاض فترات التعرض لأشعة الشمس.
ويشير الأطباء إلى أن الخريف من الفصول التي تتأثر فيها الحالة النفسية سريعًا بالتغيرات الجوية، خصوصًا مع بداية العودة إلى الروتين اليومي بعد الصيف، وتراجع معدلات النشاط الخارجي.
يقول الدكتور أيمن الحداد، رئيس قسم المناعة بالمركز القومي للمصل واللقاح، إن تحسين الحالة النفسية في الخريف يبدأ من مائدة الطعام، موضحًا أن الجسم يحتاج خلال هذا الوقت إلى عناصر غذائية متوازنة تساعده على التكيّف مع التغيّر الموسمي.
وأكد أن الزنك الموجود في المكسرات، والسيلينيوم في الحبوب الكاملة، لهما دور مهم في تحسين وظائف المخ وتقليل التوتر. كما أشار إلى أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الموالح والمكسرات تساعد في تحسين المزاج العام، بينما يسهم فيتامين ب6 الموجود في الموز في دعم الإشارات العصبية وتقليل الشعور بالاكتئاب.
وأضاف أن الأطعمة الغنية بـالأوميجا 3، مثل الأسماك، تُعد من أفضل الوسائل الطبيعية للحفاظ على توازن كيمياء المخ وتنشيط الدورة الدموية، مؤكدًا أيضًا أهمية المغنيسيوم الموجود في الخضراوات الورقية لتقليل الضغط العصبي وتحسين جودة النوم.
توضح منى الفخراني، أخصائية إعادة التأهيل، أن ممارسة النشاط البدني ولو لدقائق معدودة يوميًا تساعد على إفراز هرمونات السعادة، وتقلل من الشعور بالإرهاق الذهني المصاحب لفصل الخريف.
كما أشارت إلى أهمية التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الصباح المتأخرة، لأن الضوء الطبيعي يساهم في رفع معدلات السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج.
ونصحت الفخراني بتجنّب الإفراط في تناول السكريات والنشويات التي تسبب تقلب المزاج، واستبدالها بوجبات غنية بالخضراوات والأسماك والمكسرات، مع الحفاظ على التواصل الاجتماعي ومشاركة الأنشطة مع الأسرة والأصدقاء.
وأكدت أن التفاصيل البسيطة كاستخدام الزيوت العطرية الطبيعية أو الاستماع للموسيقى الهادئة أو ترتيب مساحة العمل والمنزل، تساعد على استعادة التوازن النفسي ورفع الطاقة الإيجابية في فترة الانتقال بين الفصول.
ويرى الأطباء أن الخريف ليس موسم اكتئاب كما يظن البعض، بل فرصة للتجدد والتهيئة الذهنية قبل برودة الشتاء، شرط الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية معًا.
والتعامل الذكي مع تغيرات الخريف يبدأ بالوعي بأن المزاج يتأثر بالجو، لكن يمكن السيطرة عليه بأساليب بسيطة: غذاء متوازن، حركة منتظمة، وضوء كافٍ.. ليبقى الخريف فصل راحة