عرض «آخر حبة رملية» يستعرض صرخة امرأة تواجه الخيانة في ثاني أيام مهرجان إيزيس
استقبلت خشبة مسرح الهناجر مساء أمس العرض المسرحي "آخر حبة رملية" للمخرج عبد الله أنور، ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة.
شهد العرض تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، إذ قدّم حكاية امرأة تصرخ في وجه خيانات الحياة وخذلان من أحبّت. وتجسّد شخصية "ماري" صورة المرأة التي تحمل على عاتقها عبء الماضي، وتواجه بمفردها انهياراتها النفسية وخيباتها العاطفية. ويكشف العمل كيف تتحول الخيانة والخذلان إلى جرح وجودي يطارد المرأة، وكيف تصبح رحلتها مع الذاكرة مواجهة قاسية مع الذات والمجتمع.
في جوهره، يقدّم العرض المرأة كصوت مقاوم يسعى إلى انتزاع الحرية والبحث عن معنى رغم قسوة التجربة. ومن بين جراح الفقد والخيانة، تعود "ماري" لتروي حكايتها عبر الغوص في أعماق النفس البشرية، كاشفةً الصراع الوجودي بين ماضٍ مثقل بالذكريات، وحاضر ممزق بالخذلان، ومستقبل مجهول يتربص بالقلق.
تدور الأحداث في عوالم رمزية تجسّدها شخصيات مثل "الظل"، "النفس"، "الطفل"، و"أمارتا"، والتي تعكس الأبعاد الداخلية لصوت "ماري"، لتتحول الخشبة إلى مرآة تكشف قسوة الوحدة، شبح الخيانة، وحتمية مواجهة الذات. ويرتكز النص على الحوار الداخلي، مستعينًا بأدوات مسرح العبث والتجريب.
جدير بالذكر أن مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظّمه مؤسسة جارة القمر، برئاسة المخرجة والممثلة عبير لطفي، وبإدارة فنية لكل من الكاتبة والمخرجة عبير علي حزين، والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم، إلى جانب مصطفى محمد ومنى سليمان كمديرين تنفيذيين. ويُقام المهرجان برعاية وزارة الثقافة، وبدعم من وزارتي الشباب والرياضة، والاتحاد الأوروبي للمعاهد الثقافية (EUNIC)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، ومؤسسة اتجاه، والمعهد الثقافي الإيطالي، وسفارة إسبانيا بالقاهرة، والهيئة العربية للمسرح، والمجلس القومي للمرأة، ووزارة الاتصالات، والسفارة الهولندية، ووكالة التعاون الإيطالي، وسفارة النرويج، ومؤسسة زاد للفنون، ومعهد ثربانتس، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة اليابان، وقطاعات مختلفة من وزارة الثقافة المصرية، إلى جانب عدد من المؤسسات الثقافية والفنية المحلية والدولية.
