طبيب أعصاب يحذر من استخدام الضوضاء البيضاء لتحسين جودة النوم

حذّر طبيب أعصاب بارز من الاعتماد على بعض الوسائل الشائعة لتحسين النوم، مشيرًا إلى احتمال ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من العمر.
وأثار الدكتور بايبينج تشين، المعروف باسم "الدكتور بينج" على منصة "تيك توك"، جدلًا واسعًا بعد تصريحه بأنه لن يستخدم شخصيًا أجهزة الضوضاء البيضاء أثناء النوم، رغم شعبيتها المتزايدة حول العالم.
الضوضاء البيضاء تحت المجهر
في مقطع فيديو نُشر مؤخرًا، تحدث الدكتور بينغ، الذي يتخذ من ولاية ميشيجان الأمريكية مقرًا له، إلى متابعيه البالغ عددهم نحو 145 ألف شخص، محذرًا من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام أجهزة الضوضاء البيضاء بكثافة.
وأوضح أن هذه الأجهزة، التي تبث أصواتًا ثابتة تشبه صوت الراديو أو التلفزيون عند انقطاع الإشارة، تُستخدم عادةً لحجب الضوضاء الخارجية وتحسين جودة النوم.
وأشار الدكتور بينج إلى وجود دراسات تربط بين التعرّض الطويل والمكثّف للضوضاء البيضاء وفقدان السمع، وهو بدوره أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالخرف، وفقًا لما توصلت إليه أبحاث طبية متعددة.
ضوابط ضرورية لتفادي المخاطر
ورغم عدم وجود دليل علمي قاطع يربط بشكل مباشر بين أجهزة الضوضاء البيضاء وخطر الإصابة بالخرف، إلا أن الدكتور بينغ دعا إلى توخّي الحذر، لا سيما عند استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة أو بمستويات صوت مرتفعة.
ونصح بعدم تجاوز مستوى صوت يبلغ 50 ديسيبل، مع إمكانية الاستعانة بتطبيقات مثل "Decibel X" لقياس مستوى الصوت بدقة.
كما شدد على أهمية وضع أجهزة الضوضاء البيضاء على بُعد مناسب من الأطفال، استنادًا إلى دراسة أُجريت عام 2021، والتي أشارت إلى ارتباط هذه الأجهزة بفقدان السمع لدى الرضّع في حال استخدامها بشكل غير صحيح.
الضوء الصناعي.. عدو النوم الخفي
لم يقتصر تحذير الطبيب على الضوضاء البيضاء فقط، بل تناول أيضًا تأثير الأضواء الصناعية على جودة النوم، مؤكدًا أن إبقاء ضوء الليل مضاءً، حتى ولو كان خافتًا، قد يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الميلاتونين وارتفاع السكر في الدم، ما يُبقي الدماغ في حالة يقظة ويُضعف جودة النوم.
واقترح بديلًا أكثر أمانًا يتمثل في استخدام أضواء ليلية بلون كهرماني تستشعر الحركة، ويمكن أن تضيء فقط عند الحاجة دون التأثير السلبي على الساعة البيولوجية للجسم.
الحركة المفاجئة يمكن أن تكلفك حياتك
واختتم الدكتور بينج نصائحه بالتنبيه إلى خطورة النهوض من السرير بسرعة، خاصة في منتصف الليل، مشيرًا إلى أن هذا السلوك قد يتسبب في انخفاض مفاجئ بضغط الدم، ما يؤدي إلى الدوار أو الإغماء، وفي بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب نزيفًا دماغيًا.
لاقى الفيديو تفاعلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المتابعين عن صعوبة الاستغناء عن الضوضاء البيضاء أو الأضواء الليلية، خاصة أولئك الذين يعانون من مشكلات مثل طنين الأذن أو اضطرابات النوم.
ورغم الجدل الدائر، يبقى الأكيد أن الوقاية والاعتدال في استخدام وسائل النوم الحديثة ضرورة للحفاظ على الصحة، خاصة مع تزايد الأبحاث التي تربط بين أنماط النوم غير الصحية وأمراض الشيخوخة المعرفية.