الهضيبي: 30 يونيو أعادت للمصريين ثقتهم في الدولة ومؤسساتها

أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن ثورة 30 يونيو تمثل لحظة فارقة في التاريخ السياسي المصري، إذ نجح من خلالها الشعب المصري في إنقاذ الدولة من مخطط الفوضى والانهيار، وأعاد بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، بعد مرحلة من التراجع والارتباك.
وقال "الهضيبي"، إن جماعة الاخوان التي حاولت الاستئثار بالحكم بعد 2011 سعت إلى تصدير مفاهيم مغلوطة عن مفهوم الدولة، واستبدلت فكرة الشراكة الوطنية بالمحسوبية والتهميش، وخلقت حالة من الانقسام المجتمعي الخطير، إلا أن الشعب المصري رفض هذا المسار، وأعلن بصوت واضح أن الوطن لا يمكن أن يكون ورقة في يد جماعة لا تؤمن بالهوية الوطنية الجامعة، مشيرا إلى أن ثورة 30 يونيو كشفت يقظة الوعي المصري، وإدراكه لما يحاك له من مؤامرات داخلية وخارجية، وهو ما تجسد في حجم المشاركة الشعبية التاريخية، والتي كانت بمثابة تفويض شعبي بإنقاذ الدولة وإعادة بنائها.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هذه الثورة مهدت الطريق لانطلاق مشروع بناء حقيقي، ليس فقط على مستوى البنية التحتية أو الاقتصاد، بل على مستوى إعادة تأسيس العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن، عبر رؤية إصلاحية طموحة شملت كافة القطاعات، من الصحة والتعليم إلى الطاقة والمرافق، فضلا عن تعزيز الدور الإقليمي لمصر كقوة استقرار في محيطها المضطرب.
وأضاف "الهضيبي"، أن الدرس الأكبر الذي تركته ثورة 30 يونيو هو أن الاستقواء بالخارج لا يمكن أن يصمد أمام وحدة الشعب، وأن حماية الدولة مسؤولية جماعية، مشيرا إلى أن هذه التجربة رسخت لدى المصريين أهمية التمسك بمؤسساتهم الوطنية كضمانة وحيدة للعبور نحو المستقبل، مؤكدًا أن الشعب المصري بات أكثر وعيًا بما يُحاك ضده من حروب الجيل الرابع، وأصبح قادرًا على التمييز بين النقد الوطني البناء ومحاولات الهدم والتشكيك.
وشدد النائب ياسر الهضيبي، على أن استمرارية أي نهضة وطنية تتطلب تعزيز الثقة المتبادلة بين الدولة والمواطن، والحفاظ على مكتسبات الاستقرار في مواجهة محاولات الفوضى والتشكيك، قائلا: "ثورة 30 يونيو علمتنا أن مصر لا تُدار إلا بإرادة شعبها، وأن المستقبل يبنيه الوعي والعمل وليس الفوضى والشعارات الزائفة، وأن الشعب المصري عندما يتوحد يغير المعادلات ويحمي دولته ويصنع مستقبله."