هي وهما
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 01:03 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
هي وهما رئيس مجلس الإدارةأميرة عبيد

خارجي وداخلي

”فتراحموا”.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان: "فتراحموا"، وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بمخاطر وآثار العنف الأسري على الفرد والأسرة والمجتمع، علما بأن الخطبة الثانية تتناول خطورة الوصم الاجتماعي وآثاره السلبية.

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الأسرة هي المأوى الذي نلجأ إليه من قسوة الحياة، والملاذ الذي نستمد منه الدفء والحنان، الأسرة هي الروض الندي الذي تنبت فيه بذور المحبة والوئام؛ ولذلك وصفها الله جل جلاله في كتابه العزيز أبلغ وصف؛ فقال سبحانه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
عباد الله، تأملوا معي هذه الآية الكريمة البديعة، والكلمات الربانية العذبة: {لتسكنوا إليها}، أي سكن هذا؟! إنه سكن الروح إلى الروح، واطمئنان النفس إلى النفس، إنه الأمان الذي يواجه به الزوجان تقلبات الحياة وصعوباتها، إنه الحضن الدافئ الذي يمحو تعب النهار، ويكف دمع الليل، ثم يفيض الحق تبارك وتعالى علينا بجمال آخر: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، ليستا مجرد كلمتين عابرتين، بل هما عمودا الخيمة التي تقوم عليها سعادة الأسرة واستقرارها، الحب المتدفق، والحرص على إدخال السرور على قلب الشريك، الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، والهدية الرائقة التي تحمل أصدق المعاني.
أيها الناس، املأوا بيوتكم سكنا ومودة ورحمة «وتراحموا»؛ فإن الرحمة التجاوز عن الزلات، وتحمل الأخطاء، والإنصات بقلب مفتوح للشكوى، وتقديم العون والسند في أوقات الضعف، الرحمة هي أن تشعر بألم شريكك كأنه ألمك، وبفرحه كأنه فرحك، هي أن تكون له لينا في العتاب، رفيقا في الشدة، معينا على نوائب الدهر.
عباد الله، «فتراحموا» فكم من بيوت تحولت إلى ساحات للنزاع؟! وكم من قلوب تباعدت بعد أن كانت يوما أقرب ما تكون؟! وكم من أطفال شردت؛ بسبب غياب هذا التراحم الذي أوصى به ديننا الحنيف؟! «فتراحموا» أيها الأزواج، تنازلوا عن بعض الحقوق طواعية، فالصلح خير، تغافلوا عن الصغائر، فالحياة أقصر من أن نقضيها في تتبع العثرات، تبادلوا كلمات الحب والثناء، فالكلمة الطيبة صدقة، ولها في القلب أثر لا يمحى، ولا تنسوا «خيركم خيركم لأهله».
أيها الكرام «فتراحموا» في تربية الأبناء، كونوا قدوة حسنة لهم في الاحترام والتقدير المتبادل، علموهم لغة الحوار الهادئ، وكيفية الاعتذار عند الخطأ، وكيف يكونون سندا لإخوتهم وأخواتهم، تراحموا في تدبير شؤون المنزل، تقاسموا المسؤوليات بروح الفريق الواحد، فكل منكم له دور لا يقل أهمية عن الآخر في بناء عش الزوجية السعيد.
أيها النبلاء، «فتراحموا» فإن العنف الأسري آفة تهدد نسيج مجتمعنا، وتؤثر سلبا على تربية أبنائنا، وعلى استقرار أسرنا، وعلى تقدم أمتنا، فكم من طفل نشأ في بيئة عنيفة فأصبح معقدا نفسيا، أو جانحا منحرفا؟! وكم من امرأة عاشت عمرها في خوف وقلق، تحمل في قلبها جروحا لا تندمل؟! وكم من أسرة تفككت وتشتت بسبب هذه الظاهرة المشينة؟! فديننا الإسلامي العظيم يدعونا إلى التراحم والإكرام، إلى العدل والإحسان، إلى القول اللين والفعل الطيب، قال الله جل جلاله: {وقولوا للناس حسنا}، فكيف يليق بنا بعد ذلك أن نتعامل مع أقرب الناس إلينا بالقسوة والعنف؟
أيها المكرمون، فلنجعل من بيوتنا واحات من المودة والرحمة، وحدائق غناء بالحب والإحسان؛ لنزرع في القلوب بذور السعادة والاطمئنان، ولنحصد ثمرا طيبا في الدنيا والاخرة.
*****
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الوصم الاجتماعي سم قاتل يفتك بالقلوب الضعيفة، ويدفع المتعافين إلى الانتكاس، ويحبط التائبين، أيها الكرام، لنكن سندا وعونا لإخواننا، لا عبئا عليهم، لنمد إليهم يد العون والمحبة، لا يد الشماتة والنبذ، ولننظر إليهم بعين الرحمة والإنسانية، لا بعين الخوف والاشمئزاز، فكلنا خطاء، وخير الخطائين التوابون! فيا من تصمون الناس بألقاب رديئة، (مريض نفسي، مدمن...) تأملوا هذا النهي الإلهي البالغ الأكيد: {ولا تنابزوا بالألقاب}.
ويا من ابتليت بمرض نفسي أبشر، واعلم أن المرض ابتلاء واختبار، فكم من نبي مسه الضر فصبر واحتسب فكانت له العاقبة خيرا، لا تجعل نظرة نابية، أو كلمة جارحة تهز ثقتك بنفسك، أنت لست وصمة عار، بل أنت إنسان لك حق العيش بكرامة وتقدير واحترام.
ويا أيها المتعافي من الإدمان، يا من انتفضت من براثن الظلام، وكسرت قيود الوهم، لا تلتفت إلى الوراء، ولا تدع شبح الماضي يخيم على حاضرك ومستقبلك، واعلم أيها الحبيب أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، وأن الله جل جلاله يفرح بتوبة عبده؛ فاثبت على طريق الاستقامة، واجعل من تجربتك نورا يهدي التائهين!
ويا كل من أفاق من غفلته، ونبذ جرائمه، أراك مهموما، مكبلا بنظرات الشفقة الممزوجة بالريبة، أراك تتوارى خجلا، تخشى أن تكشف عن جرحك الذي بدأ يلتئم، لا تيأس، قف على باب الكريم الأكرم، أصلح ما بينك وبينه يصلح الله ما بينك وبين الناس، ثم يوضع لك القبول، ويكفيك هذا النداء الإلهي المداوي لحالك «يا جبريل، إني أحب فلانا فأحبه».
اللهم طهر نفوسنا، واجعلنا عونا لإخواننا على نوائب الدهر، برحمتك يا أرحم الراحمين.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 أغسطس 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4547 48.5547
يورو 56.6678 56.7896
جنيه إسترلينى 65.4623 65.6217
فرنك سويسرى 60.3722 60.5420
100 ين يابانى 32.8796 32.9587
ريال سعودى 12.9140 12.9414
دينار كويتى 158.6235 159.0029
درهم اماراتى 13.1918 13.2208
اليوان الصينى 6.7703 6.7852

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5240 جنيه 5217 جنيه $108.52
سعر ذهب 22 4803 جنيه 4782 جنيه $99.48
سعر ذهب 21 4585 جنيه 4565 جنيه $94.95
سعر ذهب 18 3930 جنيه 3913 جنيه $81.39
سعر ذهب 14 3057 جنيه 3043 جنيه $63.30
سعر ذهب 12 2620 جنيه 2609 جنيه $54.26
سعر الأونصة 162982 جنيه 162271 جنيه $3375.30
الجنيه الذهب 36680 جنيه 36520 جنيه $759.63
الأونصة بالدولار 3375.30 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى