إنفلونزا الطيور تهدد الصحة العالمية.. تحذيرات عاجلة من وباء وشيك

. تعيش السلطات الصحية حول العالم حالة من الاستنفار بعد تسجيل تزايد غير مسبوق في حالات إنفلونزا الطيور بين الحيوانات، وانتقالها إلى البشر.
وحذر الخبراء من أن فيروس H5N1، الذي تفشّى بشكل واسع بين الطيور والثدييات، لم يعد مجرد خطر زراعي، بل بات يمثل تهديدًا وبائيًا محتملاً، خاصة في ظل ظهوره المتكرر في مزارع الأبقار والحيوانات الأخرى.
ارتفاع الإصابات وتحورات مقلقة
وأصيب في الولايات المتحدة ما يقرب من ألف قطيع من الأبقار الحلوب بالفيروس، وسُجلت أكثر من 70 إصابة بشرية مؤكدة، بينها أول حالة وفاة في ولاية لويزيانا لرجل مسن كان يعاني من أمراض مزمنة.
وأظهر التحليل الجيني تحورًا واضحًا للفيروس داخل جسم المريض، ما يثير مخاوف من تطور قدرته على الانتقال بين البشر.
وفي بريطانيا، تم الإبلاغ عن سبع حالات بشرية منذ عام 2021، وظهرت مؤخرًا أول إصابة مؤكدة في الأغنام، مما يزيد من تعقيد المشهد.
ودفعت هذه المؤشرات علماء شبكة الفيروسات العالمية إلى دعوة عاجلة لفهم آلية انتقال الفيروس واحتوائه قبل أن تتسارع خطواته نحو الإنسان.
الأعراض التي يجب الانتباه لها
يشير الخبراء إلى أن أعراض إنفلونزا الطيور تشبه في بدايتها الإنفلونزا الموسمية، وتشمل:
السعال والتهاب الحلق
سيلان أو احتقان الأنف
آلام الجسم والعضلات
الصداع والتعب العام
ضيق التنفس أو صعوبة التنفس
لكن في بعض الحالات، تتطور العدوى إلى التهابات حادة في الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي، وقد تتطلب دخول المستشفى. يتم تأكيد الإصابة عبر فحوصات مخبرية متخصصة باستخدام مسحات من الأنف أو الحلق، وتُعد الأيام الأولى من الأعراض هي الأنسب لأخذ العينات بدقة.
احتمالات الوباء وسيناريوهات محاكاة
حذرت جهات بريطانية مسؤولة عن وضع سيناريوهات تطور الفيروس من أن انتشارًا واسع النطاق بين البشر قد يؤدي إلى وفيات بنسبة تصل إلى 5%، فيما تفترض سيناريوهات أخرى معدلات وفيات أدنى لكنها لا تقل خطورة.
وعلى سبيل المثال، تشير بعض النماذج إلى أن 0.25% من المصابين قد يفقدون حياتهم، وهو معدل مشابه لكوفيد-19 في خريف 2021.
دعوة للاستعداد والتحصين
رغم أن العدوى لا تنتقل عبر تناول الدواجن المطهية جيدًا، لأن الفيروس حساس للحرارة، إلا أن معظم الإصابات البشرية تحدث عند ملامسة الطيور المصابة أو استنشاق الفيروس.
وتوصي الهيئات الصحية بتجنب التعرض المباشر للحيوانات المريضة، واتخاذ إجراءات وقائية عند التعامل مع الطيور.
في ظل هذه التطورات، يحث الخبراء الحكومات والجمهور على عدم التهاون، والاستعداد لأي تطور مفاجئ.