مجلس النواب ينتقل رسميا إلى العاصمة الجديدة
يبدأ مجلس النواب، اليوم الأحد، مرحلة جديدة من تاريخه البرلماني الممتد لنحو 160 عامًا، بالانتقال بشكل كامل للعمل من المقر الجديد بالعاصمة الجديدة، بعد نحو ما يقرب من 160 عامًا من العمل بمقره التاريخي بشارع القصر العيني، الذي ودعه الخميس الماضي، ليبدأ مجلس النواب مرحلة جديدة تحمل في طياتها مزيدًا من التطور والحداثة، مع تأكيد التزام مصر بالقيم الديمقراطية.
وقد بدأ العنل بمقر لمجلس النواب بالعاصمة الجديدة في عام 2017 ضمن خطة كبيرة لتطوير الدولة المصرية وبناء الجمهورية الجديدة، وذلك لتحسين المرافق الحكومية وتحديث الهياكل الإدارية.
ووصف مبنى مجلس النواب الجديد بأنه أيقونة العمران الحديث في مصر، والذي صُمم بأيدٍ مصرية وفقًا لمعايير عالمية، وتم إنجازه في وقت قياسي، ويعد مزارًا لحاضر ومستقبل مصر الممتدين من تاريخ عريق يشهد له القاصي قبل الداني.
ويقع مبنى مجلس النواب الجديد بالعاصمة الجديدة على ما يقرب من 26 فدانًا، وهي مساحة تزيد عن ثلاثة أضعاف مساحة المقر القديم في وسط القاهرة، حيث يتكون من مبنى المجلس "المبنى الرئيسي" ومبنى الخدمات والموقع العام (الأسوار والطرق الداخلية والمساحات الخضراء).
كما أن المبنى الرئيسي يقع على مساحة 18 ألف متر مربع، حيث يتكون من بدروم وأرضي و8 أدوار متكررة، ويضم قاعة رئيسية بسعة 1000 عضو ومكاتب إدارية، وشرفتين تتسع كل منهما لحوالي 230–260 مقعدًا، ويتوسطها ثلاث قباب، الداخلية بارتفاع 37 مترًا وقطر 44 مترًا، والعلوية تظهر من خارج المبنى بارتفاع 75 مترًا.
ويتضمن المبنى الجديد لمجلس النواب قبتين؛ الأولى وسطية معدنية بقطر 50 مترًا، والثانية قبة علوية خرسانية بقطر 57 مترًا، بينما كان يبلغ قطر قبة المجلس القديم بوسط القاهرة 22 مترًا فقط. وصممت قاعة المجلس الجديدة من 3 طوابق على غرار المقر القديم.
وخصص الطابق الأول لمقاعد نواب البرلمان والمنصة الرئيسية التي يجلس عليها رئيس المجلس، في حين خُصص الطابقان الآخران للمحررين البرلمانيين والإعلاميين والضيوف والشخصيات العامة وكبار الزوار.
أما مبنى الخدمات، فيتكون من: مسجد ومركز طبي ومحطة إطفاء، ومبنى سجل مدني وشهر عقاري للموظفين، ومبنى تعامل مع الجمهور، وجراج.
وقد شارك في المشروع الضخم حوالي 7 آلاف مهندس وعامل منذ انطلاق العمل به في 2017، مزود بأحدث أنظمة الإنارة والإنذار والحريق والتكييف المركزي، وتم تنفيذه من قبل شركة المقاولون العرب في فترة زمنية وجيزة ليكون بمثابة إنجاز وإعجاز بأيدٍ وخامات مصرية 100%.
ودشن المقر الجديد بأدى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء 2 أبريل 2024، اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، ليكون إعلانًا لتدشين المقر الجديد للمجلس بالعاصمة.
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي في كلمته خلال الجلسة الخاصة للمجلس بالعاصمة الجديدة بمناسبة أداء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة: "إن هذا الْبُنْيَانُ اَلَّذِي اِمْتَزَجَتْ بَيْنَ جُدْرَانِهِ اَلْحَدَاثَةُ وَالتَّطَوُّرُ ... بِأَصَالَةِ تَارِيخِ اَلْبَرْلَمَانِ اَلْمِصْرِيِّ اَلْعَرِيقِ ... فِي صُورَةٍ جَلِيَّةٍ... جَسَّدَتْ وَاقِعًا طَالَمَا اِبْتَغَيْتُمُوهُ سِيَادتِكُمْ ... حِين وَجَّهْتُمْ بِإِنْشَاءِ اَلْعَاصِمَةِ اَلْإِدَارِيَّةِ اَلْجَدِيدَةِ ... لِتَكُونَ كِيَانًا مُوَاكِبًا لِلْعَصْرِ ... مُتَنَاغِمًا مَعَ اَلْهُوِيَّةِ اَلْوَطَنِيَّةِ اَلْمِصْرِيَّةِ ... وَنَابِضًا بِصُورَةٍ حَضَارِيَّةٍ ... لمُسْتَقْبَلِ مِصْرَ وَتَطَلُّعَاتِ شَعْبِهَا اَلْعَظِيمِ."
وحصل مشروع بناء مقر مجلس النواب الجديد على جائزة أفضل مشروع عالمي فئة مشروعات المباني الحكومية لعام 2021 من مجلة ENR الأمريكية، وهذا الاعتراف يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية لتحقيق إنجاز معماري على مستوى عالمي في وقت قياسي.
ويمثل مقر مجلس النواب الجديد علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث. فهو ليس مجرد مبنى، بل رمز للتطور والتقدم، ويجسد رؤية الدولة نحو بناء مستقبل مشرق لشعبها.




















