خبير: المشروعات القومية تحمي الاقتصاد من أزمات الغذاء والطاقة

أكد الدكتور محمد شعراوي، الخبير الاقتصادي، أن استمرار الدولة المصرية في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى يمثل خط دفاع أول عن الاقتصاد الوطني في مواجهة الأزمات العالمية، وعلى رأسها أزمات الغذاء والطاقة التي اشتدت حدتها بسبب التوترات الجيوسياسية والحروب الممتدة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات الصراع في الشرق الأوسط.
وأوضح شعراوي خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن الدولة اتخذت قرارًا استراتيجيًا بمواصلة تنفيذ مشروعات البنية التحتية والإنتاج، رغم التحديات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات لم تأتِ كرفاهية أو إنفاق استهلاكي، بل هي استثمارات طويلة الأجل تضمن تعزيز قدرات الدولة على الصمود وتوفير الأمن الغذائي والطاقة للمواطنين.
وأشار إلى أن المشروعات القومية المرتبطة بالطاقة، مثل محطات توليد الكهرباء ومشروعات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، ساهمت في خفض الاعتماد على الخارج، وتحقيق معدلات اكتفاء نسبي داخلي، وهو ما ظهر جليًا خلال الفترات التي شهدت اضطرابات في الأسواق العالمية.
كما نوّه إلى أن الدولة اتجهت إلى تعظيم قدراتها في مجال الأمن الغذائي عبر دعم سلاسل الإمداد والتوسع في المخازن الاستراتيجية، إلى جانب تطوير شبكة الطرق التي تُعد شريانًا حيويًا لتيسير حركة السلع وتقليل تكاليف النقل، وهو ما انعكس على استقرار نسبي في الأسعار مقارنة بما تشهده دول أخرى من تضخم حاد.
وأضاف أن استمرار المشروعات الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وشبكة الطرق والكباري، والموانئ، لا يخدم فقط أهداف التوسع العمراني والتنظيم الإداري، بل يعزز من قدرة الدولة على جذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني ككل.
وشدد شعراوي على أن التخلي عن هذه المشروعات بحجة الأزمة الاقتصادية، سيكون بمثابة خطوة للخلف، مؤكدًا أن مواجهة التحديات لا تكون بالجمود، بل بالحركة المدروسة والاستثمار في المستقبل.
واختتم الخبير الاقتصادي تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة المصرية تسير على طريق التنمية المستدامة بثبات، وأن المشروعات القومية تمثل ركيزة أساسية في حماية الاقتصاد الوطني وتوفير حياة كريمة للمواطنين في الحاضر والمستقبل.