مصلحة الضرائب تطلق مبادرة موسعة لخدمة الممولين وتيسير الإجراءات

في خطوة جديدة تؤكد تحول مصلحة الضرائب المصرية من جهاز رقابي تقليدي إلى هيئة خدمية تفاعلية، أعلنت "رشا عبدالعال" رئيس المصلحة، عن إطلاق فرق دعم فني ميدانية لتقديم خدمات ضريبية مباشرة للممولين وغير الممولين في عدد من المواقع الحيوية، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المهنية المختلفة، تنفيذًا لتوجيهات وزارة المالية، وفي إطار مبادرة تسهيل الإجراءات وتحفيز الالتزام الطوعي.
أوضحت عبدالعال أن مصلحة الضرائب المصرية لم تعد تكتفي بمكاتبها التقليدية، بل باتت تنتقل إلى مواقع تجمع المواطنين، حيث تم تشكيل فرق دعم فني تتواجد فعليًا في أماكن مثل الأندية الرياضية الكبرى (النادي الأهلي، نادي الصيد، الزمالك، الترسانة)، إلى جانب الغرف التجارية، الاتحادات، النقابات المهنية، وهيئة التنمية الصناعية، وغيرها من المؤسسات التي ترتادها شرائح واسعة من الممولين أو من يرغبون في الانضمام للمنظومة الضريبية.
وفي المحافظات، تشمل التغطية أماكن حيوية مثل نادي سموحة والنادي الأوليمبي واستاد المنصورة، والغرفة التجارية بمطروح، وهيئة الاستثمار بالإسماعيلية، ومركز دعم الممولين بالسويس، وغيرها.
الهدف من هذه الخطوة، حسب رئيس مصلحة الضرائب، هو تقديم الخدمة في أقرب نقطة إلى المواطن، والابتعاد عن النمط المكتبي التقليدي الذي لا يتماشى مع طبيعة بعض الفئات من الممولين، لا سيما من أصحاب المشروعات الصغيرة، أو الحرف الحرة، أو غير الملمين بطبيعة الإجراءات الضريبية.
الفرق الميدانية، وفقًا لعبدالعال، تقدم حزمة متكاملة من الخدمات الفنية والإجرائية. وتشمل تقديم المساعدة في تقديم الإقرارات الإلكترونية بجميع أنواعها (ضريبة الدخل، القيمة المضافة، المرتبات)، وتحديث بيانات الممولين، إنشاء الحسابات الضريبية، وتفعيل كلمات المرور، وتوجيه وإرشاد المواطنين حول مبادرات التسهيل المختلفة، مثل النظام الضريبي المبسط للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر (حتى 20 مليون جنيه حجم أعمال سنوي)، والرد على الاستفسارات وتقديم حلول مباشرة لأي مشكلات أو صعوبات تقنية يواجهها المتعاملون.
والأهم أن هذه الفرق لا تقوم بالدور الفني فقط، بل تم تدريبها على أداء دور توعوي شامل، لتثقيف المواطنين حول منظومة الضرائب، وشرح حقوقهم وواجباتهم، وتعريفهم بخطوات التسجيل، وسبل الانضمام الآمن إلى النظام الضريبي، دون تعقيد أو خوف.
منظومة الفاتورة الإلكترونية.. توصيل الخدمة للمستوى التالي
واحدة من المهام التي تضطلع بها فرق الدعم الميداني هي مساعدة الممولين على الدخول في منظومة الفاتورة الإلكترونية والإيصال الإلكتروني، وهي الخطوة الأهم في التحول الرقمي الكامل للمنظومة الضريبية المصرية.
وتشمل هذه الخدمة، التسجيل الذاتي باستخدام الختم الإلكتروني، وتكويد السلع والخدمات وفقًا للتصنيفات المعتمدة، وتلقي طلبات الانضمام الورقية، وتفعيل البوابات الإلكترونية، وشرح كيفية إصدار الفواتير والإيصالات الإلكترونية بطريقة قانونية، تضمن التزام الممول، وحماية المستهلك، وزيادة كفاءة الحصر الضريبي.
دعم شامل.. وتجاوب سريع
اللافت أن هذه الخدمات لا تتطلب موعدًا مسبقًا، ولا رسومًا إضافية، بل يتم تقديمها بالمجان للممولين والجمهور العام، ويُمكن لأي مواطن التوجه إلى الموقع الذي يتواجد به الفريق للحصول على الخدمة فورًا.
وقد خصصت مصلحة الضرائب الخط الساخن 16395 للرد على كافة الاستفسارات، سواء ما يخص أماكن تواجد الفرق، أو طبيعة الخدمات، أو الدعم الفني والإجرائي.
وتؤكد "رشا عبدالعال" أن نشر فرق الدعم الميداني يأتي ضمن استراتيجية شاملة تعتمدها المصلحة، تهدف إلى تحفيز الالتزام الطوعي من جهة، وتقليل نسب التهرب الضريبي من جهة أخرى، عبر توعية الجمهور، وتبسيط الإجراءات، وتقريب الخدمة من المتعاملين.
وتضيف أن الفهم السليم للضرائب لا يتحقق إلا من خلال التواصل المباشر، والوجود وسط الناس، لا من خلال الخطابات الرسمية فقط، وأن هذه الفرق تسهم في بناء علاقة جديدة بين المواطن والإدارة الضريبية تقوم على الثقة والتعاون.
الضرائب ليست عبئًا.. بل مشاركة في التنمية
في وقت تسعى فيه الدولة المصرية إلى توسيع قاعدة الإيرادات وتحقيق عدالة ضريبية شاملة، تبدو مثل هذه المبادرات خطوة على الطريق الصحيح. مصلحة الضرائب لم تكتفِ برفع الشعارات، بل نزلت إلى الشارع، في الأندية والنقابات والمراكز التجارية، لتقول للمواطنين: نحن هنا لتقديم الخدمة، لا للمحاسبة فقط.