استشارية تعديل سلوك: المدمن لا يرى الخطر.. والتغيير يبدأ عندما يعترف أمام نفسه أولًا
أكدت الدكتورة شيماء علام، استشاري تعديل السلوك والجودة، أن المدمن في كثير من الحالات يرتبط عاطفيًا بالمادة المخدرة، حتى تصبح بالنسبة له مصدر السعادة، والرفيق الذي لا يتخلى عنه، والمصدر الوحيد للشعور بالراحة، رغم الأذى الذي يلحقه بنفسه وبمن حوله.
وأوضحت خلال مشاركتها في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن المدمن غالبًا ما يكون في حالة إنكار تام، فهو لا يعترف بأنه يؤذي أسرته، أو يتسبب في تدمير حياته، وقد لا يدرك حتى حجم الكارثة التي بلغها، سواء كانت على مستوى العلاقات أو الأوضاع المالية أو الصحة النفسية.
وأضافت: "مهمتي كمختصة ليست أن أقنع المدمن بخطورة ما يفعله، بل أن أساعده على مواجهة نفسه، ومراجعة حجم الخسائر التي تكبّدها جراء إدمانه، وعندما يبدأ بإدراك ذلك، يبدأ التغيير من الداخل".
وأشارت إلى أن العلامة الأبرز على أن المدمن قرر التعافي بصدق، هي التزامه بالبرنامج العلاجي دون ضغط، وقدرته على مواجهة أسرته والاعتراف بخطئه أمامهم دون تبرير أو اتهام للآخرين.
وتابعت: "المدمن في البداية يُلقي اللوم على الجميع: الأهل، الزوجة، الأبناء، الظروف، لكنه حين يصل إلى مرحلة الاعتراف الصريح أمام الجميع بأنه كان السبب الحقيقي، نعلم أنه بدأ في السير على طريق الشفاء".
وسردت "علام" حالة شاب تعافى مؤخرًا، كتب بيده قائمة طويلة من الخسائر التي ألحقها بأسرته، وصلت إلى ما يزيد على ستة ملايين ونصف جنيه، أنفقها على المواد المخدرة، أو حصل عليها عبر بيع أثاث منزله وسرقة ممتلكات أسرته.
وأشارت إلى أن هذه اللحظة من الاعتراف الذاتي تمثل بداية التحول الحقيقي في رحلة التعافي، حيث ينتقل الشخص من مرحلة الإنكار إلى تحمل المسؤولية والوعي بالأذى الذي سببه لنفسه ولغيره.