هل استخدام الأواني البلاستيك في الميكروويف والفريزر آمن؟.. العلم يحسم الجدل

أثارت دعوى قضائية جماعية ضد شركة "إس سي جونسون" المصنعة لمنتجات Ziploc الأمريكية ضجة واسعة بعد أن اتهمت الشركة بتضليل المستهلكين.
وتزعم الدعوى أن الأكياس والحاويات البلاستيكية التي تحمل علامة "آمنة للاستخدام في الميكروويف" قد تعرض المستخدمين لجزيئات بلاستيكية دقيقة، يمكن أن تُطلق عند تسخين أو تجميد هذه المنتجات.
ورغم نفي الشركة لهذه المزاعم وتأكيدها على سلامة منتجاتها عند استخدامها وفق التوجيهات، فإن القضية أعادت فتح باب النقاش العلمي حول مدى أمان استخدام البلاستيك في درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.
ما هي الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
تعرف الجزيئات البلاستيكية الدقيقة بأنها أجزاء صغيرة من البلاستيك يقل حجمها عن خمسة مليمترات، تنتج عن تحلل قطع بلاستيكية أكبر.
ويتعرض الإنسان لهذه الجزيئات من خلال الطعام والماء وحتى الهواء.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الإنسان قد يبتلع ما يعادل ملعقة شاي من البلاستيك الدقيق خلال حياته.
وتكمن الخطورة في تراكم هذه الجزيئات في أعضاء الجسم المختلفة، وقد ربطت أبحاث علمية بينها وبين اضطرابات في الجهاز الهضمي، التناسلي، التنفسي، وحتى مشاكل في القلب والدماغ.
الميكروويف والتجميد... خطر مزدوج؟
بحسب دراسة أجريت عام 2023، فإن تسخين عبوات بلاستيكية مصنوعة من "البولي بروبيلين" لمدة ثلاث دقائق فقط في الميكروويف أدى إلى إطلاق ملايين الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الطعام.
أما التجميد، وفقًا لخبراء، فقد يجعل البلاستيك أكثر هشاشة، ما يزيد من احتمالية تسرب هذه الجزيئات إلى الطعام.
مخاطر كيميائية تتجاوز البلاستيك الدقيق:
ليست الجزيئات الدقيقة وحدها موضع القلق، فالبلاستيك يحتوي أيضًا على مواد كيميائية ضارة مثل PFAS وBPA والفثالات، وهي مركبات يُشتبه في تسببها بمشاكل صحية تشمل السرطان، ضعف المناعة، واضطرابات الإنجاب.
وتسهم عملية التسخين في تسرب هذه المواد إلى الطعام، خاصة إذا ظهرت علامات لينة أو تشوه في الحاوية البلاستيكية بعد الاستخدام.
هل الحل في الاستغناء عن البلاستيك؟:
الخبراء لا يدعون إلى مقاطعة البلاستيك كليًا، بل يوصون بتقليل استخدامه، خاصة عند التعامل مع الحرارة.
ويفضل استخدام الزجاج أو السيراميك للتسخين، والفولاذ المقاوم للصدأ للتجميد. وينصح بعدم استخدام الأغطية البلاستيكية أثناء التسخين، كما يوصى باستبدال أدوات المطبخ البلاستيكية مثل ألواح التقطيع وأباريق الخلاط بأخرى أكثر أمانًا.
في ظل تزايد اعتماد الصناعات الغذائية على البلاستيك، قد يصعب تجنبه تمامًا. لكن تقليل التعرض اليومي له، خصوصًا أثناء الطهي والتسخين، يبقى خيارًا واقعيًا ومفيدًا للصحة.
وكما يقول الخبراء: “كل خطوة لتقليل البلاستيك في المطبخ، هي خطوة نحو بيئة صحية وآمنة”.